سجل الدولار الأميركي ارتفاعاً خلال تعاملات الجمعة، مع تراجع التوقعات بقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بخفض أسعار الفائدة قريباً، وذلك بعد ظهور بيانات تشير لتسارع التضخم في الولايات المتحدة بمعدل أعلى من المتوقع.

فوفقاً لتقرير أسعار المستهلك الصادر الأربعاء الماضي -ويُعد المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لتقييم التضخم- فقد ارتفعت الأسعار الاستهلاكية بالولايات المتحدة خلال مارس آذار بنسبة 3.5 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنحو 0.4 في المئة مقارنة بفبراير شباط عندما سجلت زيادة بـ3.2 في المئة، وجاءت القراءة أعلى من تقديرات المحللين الذين توقعوا ارتفاع الأسعار بـ0.3 في المئة على الشهر السابق.

وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل العملات الرئيسية بنحو 0.73 في المئة، وصعدت الورقة الخضراء بـ0.88 في المئة مقابل اليورو الذي هوى لأدنى مستوياته خلال خمسة أشهر أمام العملة الأميركية.

وتعافى الين الياباني بنسبة ضئيلة بلغت 0.17 في المئة مقابل الدولار، بعد أن هوى في وقت سابق إلى أدنى مستوياته في 34 عاماً أمام العملة الأميركية، ويأتي تذبذب الين وسط ترقب المستثمرين لتدخل بنك اليابان في الأسواق لدعم العملة المحلية.

توقعات الفائدة تحرك الأسواق

بدأت الأسواق عام 2024 بتوقع ثلاثة تخفيضات للفائدة الأميركية هذا العام، لكن تلك التوقعات أصبحت بعيدة المنال الآن مع إلحاح الضغوط التضخمية بالولايات المتحدة.

واليوم، تتوقع الأسواق خفض الفائدة الأميركية بنحو 48 نقطة أساس فقط هذا العام، أي أقل من ثلث توقعات المتعاملين في بداية العام، الذين كانوا يراهنون على خفض الفائدة بـ150 نقطة أساس.

وفي هذا السياق، توقعت سوزان كولينز -رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في بوسطن- خفض الفائدة مرتين خلال عام 2024، مشيرة إلى أن ضغوط التضخم قد تتطلب وقتاً أطول للسيطرة عليها.

وحول احتمالات رفع الفائدة مجدداً، قالت كولينز إنه لا يُعد جزءاً من الخطة الأساسية للبنك، لكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاده بالكامل.

وتعليقاً على تحركات الفائدة الأميركية، قال محللون لدى بنك بي إن بي باريبا «على المدى القصير، سيواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي صعوبة في خفض الفائدة أكثر من البنك المركزي الأوروبي».

وكان المركزي الأوروبي قد ألمح يوم الخميس إلى أنه قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة قريباً، مع تراجع الضغوط التضخمية بالقارة العجوز، على عكس الاحتياطي الفيدرالي الذي يواجه تسارعاً في معدلات التضخم لتزداد التوقعات بتأجيل قرار خفض الفائدة الأميركية لوقت لاحق هذا العام عما كان متوقعاً.