قال المستشار الاقتصادي السابق لدى رئاسة الأركان الإسرائيلية رام أميناخ في مقابلة نقلها موقع (واينت) إن هجوم الليلة الماضية كلف ما بين 4 و5 مليارات شيكل (بين 1.08 و1.35 مليار دولار)، وأوضح أن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش في وقت سابق أنها طفيفة.

وأضاف أن تلك التكلفة الباهظة التي تدفعها إسرائيل لتفعيل أنظمة الدفاع الليلي الخاصة بها، تأتي مقابل تكلفة منخفضة نسبياً دفعتها إيران لشن هجومها، لا تتعدى «10 في المئة مما يكلفنا لوقف الهجوم»، مطالباً بزيادة ميزانية الدفاع على نحو أكبر.

وقال أميناخ أيضاً «إذا كنا نتحدث عن الصواريخ البالستية التي يجب إسقاطها باستخدام نظام أرو، وصواريخ كروز التي يجب إسقاطها بصواريخ أخرى، والطائرات بدون طيار، التي نقوم بإسقاطها بشكل أساسي بالطائرات، إذاً أضف زيادة التكاليف بواقع 3.5 مليون دولار لصاروخ آرو، ومليون دولار لمقلاع داوود، وتكاليف أخرى للطائرات، وتتلخص إجمالاً بنحو 5 مليارات شيكل إسرائيلي».

مدى استعداد الميزانية الدفاعية الإسرائيلية لصد الهجمات

قال أميناخ إن تقييم مدى جاهزية إسرائيل لصد الهجمات يجب أن يسبقه فهم مقدار الميزانية التي تحتاج إليها إسرائيل، وأضاف «لنفترض أنه إذا كانت الميزانية الصافية للجيش الإسرائيلي في عام 2023 تبلغ 60 مليار شيكل، فبدون أن يخصص ضعف هذه الميزانية على أقل تقدير، لن تكون إسرائيل في وضع يمكنها من مواجهة الهجمات الإيرانية».

وتقدر وزارة الدفاع الإسرائيلية كلفة حرب غزة حتى الآن بنحو 65 مليار شيكل، أي نحو 18 مليار دولار، وهي نفس قيمة الميزانية السنوية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بدون المساعدات الأميركية.

أما كبير الاقتصاديين السابق في وزارة الخزانة، يوئيل نيفي، فصرح بأن «عبء الإنفاق الدفاعي قد يضر بشكل كبير بإمكانات النمو الاقتصادي الإسرائيلي».

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هغاري قال إن 99 في المئة من إجمالي 300 قذيفة أطلقتها إيران على إسرائيل خلال الليل اعترضتها الدفاعات الجوية، وفقاً لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وقال هغاري إنه حدث ضرر طفيف في قاعدة نيفاتيم الجوية في بئر السبع جنوب إسرائيل، وأضاف أنه تم اعتراض 25 صاروخاً من أصل 30 صاروخ كروز، ومن بين أكثر من 120 صاروخا بالستياً، لم يخترق سوى عدد قليل منها الأراضي الإسرائيلية.

القبة الحديدية هي أساس منظومة الدفاع الإسرائيلية قصيرة المدى، وهي قادرة على اعتراض أهداف تشكّل خطراً محتملاً، ويعمل نظامها عبر صواريخ «تامير» والتي يتراوح مداها بين 4 و70 كيلومتراً.

أما تكلفة الصواريخ الاعتراضية للقبة الحديدية فتتراوح بين 40 و50 ألف دولار لكل صاروخ، بينما يبلغ سعر صاروخ باتريوت الأميركي مليوني دولار.

وتموّل الولايات المتحدة تطوير القبة الحديدية بمبلغ ضخم، إذ قدمت واشنطن نحو 1.6 مليار دولار بين 2011 و2021، كما وافق الكونغرس العام الماضي على تخصيص مليار دولار إضافي لتعزيز هذا النظام.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي

«السهم» أو «آرو»، وهو نظام دفاعي مضاد للصواريخ البالستية وهو أول صاروخ يطوّر من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة صُمم خصيصاً لاعتراض وتدمير الصواريخ البالستية على المستوى الإقليمي، بما في ذلك أنواع الصواريخ البالستية التي قالت إيران إنها أطلقتها يوم السبت، وتلك التي أطلقها المسلحون الحوثيون في اليمن من قبل.

«مقلاع داود»، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي إسرائيلية تنتجها شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة الإسرائيلية، دخلت الخدمة تجريبياً سنة 2015 بغرض اعتراض الصواريخ متوسطة المدى، مثل تلك التي يمتلكها حزب الله في لبنان.

«باتريوت»، هذا النظام أميركي الصنع هو أقدم عضو في نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والذي استُخدم أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991 لاعتراض صواريخ سكود التي أطلقها الرئيس العراقي آنذاك صدّام حسين، ويُستخدم باتريوت الآن لإسقاط الطائرات، بما في ذلك الطائرات المسيرة بدون طيار.

«القبة الحديدية»، هذا النظام الذي طوّرته إسرائيل بدعم أميركي، متخصص في إسقاط الصواريخ قصيرة المدى، واعترضت آلاف الصواريخ منذ تفعيلها في أوائل العقد الماضي، بما في ذلك آلاف الصواريخ التي تم اعتراضها خلال الحرب الحالية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله. وتقول إسرائيل إن نسبة نجاحها تزيد على 90 في المئة.

«الشعاع الحديدي»، تعمل إسرائيل على تطوير نظام جديد لاعتراض التهديدات القادمة باستخدام تكنولوجيا الليزر، وقالت إسرائيل إن هذا النظام سيغيّر قواعد اللعبة لأنه أرخص بكثير في التشغيل من الأنظمة الحالية. وعلى الرغم من تجربته عدة مرات، فإنه يتوقع أن يدخل الخدمة في الجيش الإسرائيلي بحلول عام 2025.