تتردى الأوضاع الإنسانية في سوريا يوماً تلو الآخر، ويحتاج نحو 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، من بينهم أكثر من 8 ملايين امرأة وفتاة، نحو 4.1 مليون منهن في سن الإنجاب، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وتشهد الأزمة السورية التي تدخل عامها الرابع عشر واحدة من أكبر أزمات النزوح على مستوى العالم، إذ نزح أكثر من 12 مليون سوري قسراً، وتستضيف البلدان المجاورة، بما في ذلك تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، ما يقرب من 5.6 مليون لاجئ، نصفهم تقريباً من النساء والفتيات اللاتي يواجهن مخاطر متزايدة من العنف والاستغلال وعدم إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية.
لا تزال المجتمعات المحلية في جميع أنحاء الشمال الغربي تتعافى من تأثير الزلازل التي ضربت البلاد في فبراير شباط 2023، في وقت كانت فيه الاحتياجات الإنسانية في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
كما أدت ثلاثة عشر عاماً من الصراع الذي بدأ في مارس آذار من عام 2011 إلى شل النظام الصحي، وإغلاق أكثر من نصف المرافق الطبية أو أصبحت تعمل بشكل جزئي، وكان هناك نزوح جماعي للعاملين في مجال الصحة.
النساء الضحايا الأكثر تضرراً
وفي شمال غربي سوريا وحده، تركت الزلازل ما يقدر بنحو 133 ألف امرأة حامل، فضلاً عن الأمهات المرضعات والفتيات يكافحن من أجل الحصول على الرعاية الصحية الأساسية والدعم والإمدادات.
وفي فبراير شباط 2023، ضرب زلزال حاد سوريا وتركيا، ما تسبب في مقتل نحو 6 آلاف سوري.
وترتفع أيضاً معدلات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والمرضعات، إذ يطرق الجوع أبواب أكثر من نصف سكان البلاد.
وبحلول عام 2023، كانت نحو 90 في المئة من الأسر السورية تعيش تحت خط الفقر، وأجبرت سنوات النزاع العديد من الأطفال والأسر على الفرار إلى مناطق أكثر أماناً، ما أدى إلى نزوح داخلي كبير.
وقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان خدمات الصحة الجنسية والإنجابية لأكثر من 1.9 مليون شخص في سوريا ودعم أكثر من 880 ألف فرد ببرامج تهدف إلى منع ومعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وفي عام 2024، يسعى صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى الحصول على 67.3 مليون دولار لتمويل استجابة عاجلة للأزمة السورية.