يشعر تجار التجزئة بالقلق حيث لم يعد المستهلكون يتسوقون بالوتيرة المعتادة نفسها، وفي مواجهة بين المتاجر والمتسوقين، يبدو أن المتاجر هي التي تستسلم أولاً، وذلك عن طريق خفض الأسعار على آلاف المنتجات.
تأتي التخفيضات في وقت دفع فيه التضخم الأسعار للارتفاع على مدار العامين الماضيين، ما يضغط على الأميركيين ويجبرهم على الاختيار بين الضروريات والكماليات.
ولا تقتصر هذه المشكلة على المتسوقين الأفراد أو حتى سلاسل البيع بالتجزئة الكبيرة فحسب، بل تمتد للاقتصاد الأميركي بأكمله، والذي يأتي نحو ثلثيه من الإنفاق الاستهلاكي.
في الأسابيع الأخيرة، أعلن العديد من تجار التجزئة عن تخفيضات كبيرة في الأسعار بهدف جذب الزبائن إلى المتاجر وتحفيزهم على إنفاق الأموال على أشياء مثل الملابس الجديدة والسلع المنزلية ومستلزمات الفنون والحرف اليدوية أو مجموعات الهوايات.
تخفيضات كبيرة في الأسعار
خفضت ايكيا الأسعار على مئات المنتجات، في أبريل نيسان تم تخفيض سعر طقم أدوات تناول الطعام المكون من 18 قطعة إلى 29.99 دولار بدلاً من 49.99 دولار وتكلف خزانة الكتب ذات الباب الزجاجي الآن 189 دولاراً انخفاضاً من 229 دولاراً، كما يبلغ سعر إطار السرير مع تخزين ولوح أمامي للسرير 499 دولاراً انخفاضاً من 549 دولاراً.
واللافت للنظر أن هذه هي الفئات التي تعتبر مشتريات كمالية، ما يعني أنها أشياء يُسعد اقتنائها ولكنها ربما ليست ضروريات يومية بمستوى أهمية البقالة والأدوية نفسه.
قالت سارة ويث، العضو المنتدب لقسم البيع بالتجزئة والمستهلكين لدى إس آند بي غلوبال راتينجز، إن المتسوقين يقلصون مشترياتهم منذ عام حتى الآن مع ارتفاع التكاليف بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة مقارنة بالعام الماضي، حيث لم ترتفع الدخول بالمعدل نفسه.
هذا يجعل المستهلكين عبر جميع مستويات الدخل يبحثون عن الصفقات والعروض المميزة.
وقال تشاد لوسك، العضو المنتدب في شركة الاستشارات العالمية ألفاريز آند مارشال «لم يعد المستهلك الذي يهتم بميزانيته يقتصر فقط على أصحاب الدخل المنخفض أو المتوسط. إن الانخفاض الصارخ في نية الإنفاق يأتي من مجموعات الدخل المرتفع، وأولئك الذين كانوا في السابق أكثر قدرة على تحمل الانكماش الاقتصادي، يشدون أحزمتهم الآن».
يجب على تجار التجزئة التفكير أيضاً في تقديم عروض على السلع الأساسية ذات الأسعار المرتفعة، لزيادة وتيرة الشراء.
وقالت ويث «يشعر تجار التجزئة بالقلق منذ فترة طويلة، ببساطة، أصبحت هناك أموال أقل ينفقها المستهلكون».
مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة
وقال زاك ستابور، المحلل الأول للبيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية لدى شركة أبحاث السوق إي ماركتر في مقابلة مع CNN «لم تكن مبيعات التجزئة بشكل عام سيئة للغاية، ولكنها ليست رائعة أيضاً».
ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.7 في المئة في مارس آذار مقارنة بالشهر السابق، وهي وتيرة أبطأ من الارتفاع الذي تم تعديله بالزيادة بنسبة 0.9 في المئة في فبراير شباط، وفقاً لأحدث تقرير حكومي، وقد تجاوز ذلك الارتفاع المتوقع البالغ 0.4 في المقبل من قبل الاقتصاديين، وفقاً لاستطلاع فاكت شيت.
زاد الإنفاق على التجزئة في سبعة من الأشهر العشرة الماضية حتى مارس آذار، خلال تلك الفترة، كان الإنفاق مزيجاً من القوة والضعف، حيث تعزز بشراء سلع باهظة الثمن مثل السيارات، والشراء القوي عبر الإنترنت والإنفاق على الخدمات مثل المطاعم والسفر والترفيه، ولكن في أماكن أخرى، يظل الإنفاق على الأثاث والملابس والسلع الرياضية والإلكترونيات ضعيفاً.
يقول ستابور إن الشركات تريد تغيير ذلك «إذا كنت تريد إقناع المستهلكين بالإنفاق، فعليك أن تمنحهم سبباً للقيام بذلك، انخفاض الأسعار فرصة واضحة لجذب الناس إلى المتجر أو الشراء عبر الإنترنت».