حذر صندوق النقد الدولي يوم الاثنين من مغبة استمرار ارتفاع أسعار الفائدة في الدول الغنية، مشيراً إلى أن الدول النامية و الأسواق الناشئة هي من تدفع الثمن.
ونشر صندوق النقد مقطع فيديو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إكس -تويتر سابقاً- قال فيه «ارتفعت أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة بأسرع وتيرة منذ 20 عاماً، ما يجعل بعض الأسواق الناشئة معرضة للخطر بشكل خاص»، معقباً في الفيديو السبب نفسه.
تداعيات ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً
وقال الخبير الاقتصادي لدى الصندوق ديمتري بلوتنيكوف -الذي ظهر في مقطع الفيديو- «أسعار الفائدة العالمية المرتفعة تزيد تكلفة الاقتراض، والعديد من الأسواق الناشئة تعتمد على التمويل الخارجي لدعم أوجه الإنفاق العام».
وأضاف بلوتنيكوف «لذا عندما ترتفع أسعار الفائدة يصبح دفع هذه الدول لديونها القائمة بالفعل أكثر تكلفة، كما تزيد صعوبة حصول الدول على تمويلات جديدة، وقد يصل الأمر إلى زيادة خطر التخلف عن السداد».
الخبير الاقتصادي أوضح أن «ارتفاع أسعار الفائدة يجعل الأسواق الناشئة أكثر عرضة لخروج رؤوس الأموال، إذ يعني ارتفاع الفائدة في الدول المتقدمة عائداً أكبر على رأس المال هناك، لذا معظم المستثمرين يسحبون أموالهم من الأسواق الناشئة».
وتابع بلوتنيكوف «هذا يؤدي إلى زيادة الطلب على عملات الاقتصادات المتقدمة وضعف الطلب على عملات الأسواق الناشئة ما يؤدي إلى انخفاض قيمة هذه العملات وظهور ضغوط تضخمية».
كيف يجب أن تتصرف الأسواق الناشئة؟
وقال بلوتنيكوف «الإجراء المعتاد للرد على هذا الأمر هو رفع أسعار الفائدة محلياً لتشجيع المستثمرين على إبقاء أموالهم في الأسواق الناشئة، لكن هذا ليس دائماً الحل المثالي لأنه قد يقود إلى انكماش اقتصادي أو تشكيل مخاطر على الاستقرار المالي خاصة إذا ارتفعت أسعار الفائدة بشكل سريع».
الخبير لدى صندوق النقط أضاف «لذا ننصح الدول باستخدام مجموعة من الأدوات بدلاً من الاتكال على رفع أسعار الفائدة وفقاً للصفات الخاصة بكل اقتصاد ونوع الضغط الخارجي الذي تتعرض له».
وتابع بلوتنيكوف «على سبيل المثال في بعض الأسواق الناشئة تكون أسواق تبادل العملات ضبابية لذا يكون سعر الصرف شديد الحساسية للتحولات المالية الكبيرة، فإذا تعرضت هذه البلدان إلى خروج سريع وضخم لرؤوس الأموال نتيجة لتراجع شهية المستثمرين، قد تضخ هذه الدول كمية ضخمة من العملات الأجنبية لمعادلة التأثير السلبي في سعر الصرف».
بلوتنيكوف أوضح «عندما تكون الكارثة على شفا الحدوث يمكن لتقييد تدفق الأموال أن يكون خياراً متاحاً»، معقباً «لكن هذه السياسات لا يمكن أن تحل محل نموذج النمو المستقر أو سياسية مالية حكيمة».
وقال الخبير لدى صندوق النقد «نظراً لزيادة ارتفاع أسعار الفائدة حول العالم، فإن الدول ذات آفاق النمو القوية والتضخم المنخفض والاحتياطات الكبيرة، نجحت في تجاوز الارتفاع السريع في أسعار الفائدة بشكل جيد نسبياً».
وأضاف بلوتنيكوف «ونظراً لأن الأسواق لم تعد تتوقع المزيد من الارتفاع في أسعار الفائدة أصبحت الأسواق الناشئة أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين»، معقباً «في نهاية يتوقف الأمر على السياسة المالية في الدول الغنية، لذا فتوجيه واضح من البنوك المركزية لهذه الدول يعد أمراً حيوياً لتجنب الاضطراب المالي في الأسواق الناشئة».