كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس عن توسيع مساعداته الغذائية الطارئة بشكل فوري في السودان الممزق بالحرب وسط التهديد الوشيك بحدوث مجاعة، مشيراً إلى احتياجه بشكل عاجل إلى أكثر من 200 مليون دولار لمواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة خلال بقية عام 2024.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن الحرب في السودان «كان هذا صراعاً يمكن تجنبه».

.

وأضاف المسؤول الأممي «تستمر الأزمة الإنسانية في البلاد في التدهور، إذ أصبح 5 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة»، معقباً «800 ألف شخص معرض لخطر جسيم في الفاشر».

برنامج الأغذية العالمي والسودان

قدم برنامج الأغذية العالمي المساعدة لأكثر من 6.7 مليون شخص في جميع ولايات السودان الثماني عشرة منذ بدء الصراع في أبريل نيسان 2023، لكن تدهور ظروف المدنيين وتكثيف القتال في مناطق القتال مثل الفاشر والخرطوم ينذر بوضع كارثي.

تعمل وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة على توسيع نطاق عملها لتوفير مساعدات غذائية وتغذوية منقذة للحياة لخمسة ملايين شخص إضافي بحلول نهاية هذا العام، ما يضاعف عدد الأشخاص الذين خطط برنامج الأغذية العالمي لدعمهم في بداية عام 2024، يتفاقم الجوع في السودان وفي البلدان المجاورة التي فر إليها ملايين الأشخاص، ما يخلق أزمة جوع يمكن أن تصبح الأكبر في العالم.

من جانبه قال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا، مايكل دنفورد «السودان في قبضة الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع»، معقباً «يواصل برنامج الأغذية العالمي توسيع مساعداته الغذائية للوصول إلى ملايين الأشخاص الآخرين الذين يعيشون في أهوال الحرب اليومية».

السودان في قبضة الجوع

وأضاف دنفورد أن «الوضع كارثي بالفعل ولديه القدرة على التفاقم أكثر ما لم يصل الدعم إلى جميع المتضررين من الصراع».

وكجزء من توسيع نطاق المساعدة سيقدم برنامج الأغذية العالمي الدعم نقداً لـ1.2 مليون شخص في 12 ولاية، أملاً في أن يعطي هذا دفعة حيوية للأسواق المحلية ومنتجي الأغذية.

وحذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن مجتمعات معينة في مناطق معظمها يستمر فيها القتال مثل دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة خطراً كبيراً بالانزلاق إلى ظروف أشبه بالمجاعة إذا لم تتلقَّ الدعم العاجل والمستدام.

وكشف برنامج الأغذية العالمي أنه يعمل مع صغار المزارعين -الذين نزح كثيرون منهم بسبب الصراع- لتعزيز إنتاج القمح.

وقد أعطى الحصاد الأول المدعوم من خلال هذا البرنامج – الممول من بنك التنمية الإفريقي- 170 ألف مزارع بذور قمح وأسمدة تتكيف مع المناخ، ما عزز إنتاجهم بنسبة تصل إلى 70 في المئة خلال العام الماضي، ووفر لهم شبكة أمان حيوية مع بدء موسم الجفاف في السودان.