يبدو أن انتخابات الرئاسة الجزائرية 2024 تأتي في ثوب مختلف، مع قوة المنافسة النسائية على أكبر منصب في البلاد، وآخرهن سيدة الأعمال سعيدة نغزة رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية في الجزائر العاصمة، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس شركة خاصة في هذا الاستحقاق.
وأعلنت سعيدة نغزة ترشحها للانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في شهر سبتمبر أيلول القادم، وفقاً لوكالة فرانس برس.
وهذا هو الترشيح الثالث بعد ترشح كل من زعيمة حزب العمال التروتسكية لويزة حنون والمحامية الملتزمة بالدفاع عن الحريات زبيدة عسول.
وقالت نغزة للصحفيين «اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل وإدراك تام بحجم الآمال الكبيرة التي يتطلع إليها الشعب الجزائري».
وأضافت «من واجبنا تغيير الذهنيات، كما يجب أن نشمر عن سواعدنا ونواجه بكل شجاعة وإصرار جميع هذه المعارك المتعلقة بمستقبلنا».
ترأس نغزة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية منذ 2016 وقد برز اسمها في واجهة الأحداث في البلاد في سبتمبر أيلول 2023 عندما نددت في رسالة إلى الرئيس عبدالمجيد تبون بالعقبات التي يواجهها رواد الأعمال.
وقالت في رسالتها إن هؤلاء يشكون «من الغرامات التي تفرضها لجنة من خمسة وزراء دون إعطائهم الحق في الاطلاع على ملفاتهم، وهي غرامات تتجاوز بالنسبة لبعضهم حجم أصول شركاتهم ولن يتمكنوا أصلاً من دفعها».
وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم تجميد هذه اللجنة لاحقاً.
ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 7 سبتمبر أيلول في الجزائر.
ولم يعلن تبون الذي انتُخب في ديسمبر كانون الأول 2019 إذا كان سيسعى إلى الفوز بولاية جديدة.
من تحميص البن إلى التطوير العقاري
بدأت سعيدة نغزة، وهي واحدة من أشهر نساء الأعمال الجزائريات، حياتها العملية في التسعينيات في مجال تحميص البن، حيث حققت نجاحاً هائلاً، على حد وصفها.
ثم قررت بعد ذلك مواصلة استثماراتها في الأعمال العامة عن طريق إنشاء شركة «سورالكوف» المتخصّصة في البناء والأشغال العامة في عام 2004، علماً أنها شاركت في المزاد العلني وتحصّلت على منجم للرمل ومنجم آخر للرخام.
مع الاستحواذ على المناجم في عام 2008، توسعت الشركة وأصبحت مجموعة تضم العديد من الشركات التابعة لها، بما في ذلك «محاجر سورالكوف» والمعنية بالأحجار والرخام، و«سورالكوف» للأعمال العامة، و«سورالكوف للإنشاءات» في قطاع التطوير العقاري، وشركة «إم بي» في قطاع الاستيراد والتصدير.
وفي الوقت ذاته، كان الانضمام إلى عالم الأعمال أكثر من ضروري بالنسبة لها، فانضمت في عام 2004 إلى الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، كرئيس لمكتب الجزائر العاصمة، وفقاً لموقع الكونفدرالية.
ثم انتُخبت نائباً وطنياً لرئيس الكونفدرالية العامة في عام 2012، وبعد أن أسهمت في تطوير وإعادة هيكلة الكونفدرالية، انتُخبت رئيساً لها في عام 2016.
كما تلتزم سعيدة نغزة كذلك بالدفاع عن مكانة المرأة في المجتمع وكذلك حقوق الأطفال.
كما ترشح للاستحقاق، الوزير السابق بلقاسم ساحلي بصفته رئيساً لحزب «التحالف الوطني الجمهوري»، وعبدالعالي حساني رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، المحسوبة على تيار «الإخوان»، فيما ينتظر أن يعلن تبون رغبته في ولاية جديدة قريباً.
(شارك في الترجمة كريم حسام الدين)