اختتم اليوم في فيينا منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية الثالث، الذي يعتبر حدثاً يركّز على مجال التعاون بين دول الجنوب، بمخرجات شملت تعهدات قوية وتوقيع مشاريع وشراكات جديدة.
وتعهد المشاركون في المنتدى بمعالجة التحديات العالمية المُلحّة مثل التغيّر المناخي، الأمن الغذائي، والتحول في مجال الطاقة، بالإضافة إلى تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وجذب المنتدى 350 شريكاً في التنمية من القطاعين العام والخاص، كما تركزت المناقشات حول موضوعات حيوية مثل تعزيز المؤسسات، وتطوير البنية التحتية الذكية، وبناء القدرات البشرية.
وعلى مدار الفعاليات، أعلن الصندوق موافقته على تمويل جديد بقيمة 605 ملايين دولار أميركي.
توقيع شراكات ومشاريع جديدة
تخلل المنتدى توقيع عدد من الشراكات والإعلانات المهمة، أهمها: تعزيز الأمن الغذائي والمرونة المناخية.
أعلن الصندوق وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إنشاء مرفق الأمن الغذائي والتكيف مع التغيّر المناخي التابع لصندوق الأوبك، الذي يهدف إلى تعزيز النظم الغذائية المقاومة للمناخ وتحسين الأمن الغذائي في المناطق الأكثر ضعفاً.
بتمويل أولي قدره 3 ملايين دولار من صندوق أوبك، يهدف المرفق إلى تحفيز استثمارات بقيمة 500 مليون دولار بحلول عام 2030، وستبدأ بمبادرات تجريبية في إفريقيا جنوب الصحراء.
كما وقّع الصندوق اتفاقية تعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية لتوسيع شراكتهما وتعزيز تمويل المشاريع التي تحسّن الأمن الغذائي والمرونة المناخية وتوفير دعم حيوي للمزارعين الصغار.
تعزيز التحول المناخي وانتقال الطاقة
قدّم صندوق أوبك منحة قدرها 200 ألف دولار لسيراليون لإنشاء مركز تمويل المناخ وابتكار الطاقة، كما أعلن الصندوق نيته تخصيص 250 مليون دولار حتى عام 2030 لدعم المشاريع المخطط لها في مجالات الوصول إلى الطاقة والتحول الغذائي في سيراليون.
بالإضافة إلى ذلك، دخل الصندوق في ترتيب ثلاثي مع السعودية والصومال لتخفيف ديون الصومال مع الصندوق واستئناف عمليات التمويل في البلاد، وذلك بما يتماشى مع مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون التي أطلقتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وقدّمت السعودية قرضاً مرحلياً لتمكين الصومال من سداد المتأخرات، فيما وافق صندوق الأوبك على قرض بقيمة 36 مليون دولار، بالإضافة إلى منحتين بقيمة إجمالية 6.06 مليون دولار لدعم تنفيذ المشاريع بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ووقّع صندوق أوبك اتفاقية تعاون مع منظمة دول شرق البحر الكاريبي، وهي هيئة حكومية دولية مكرّسة لتعزيز التنمية المستدامة، وتهدف الشراكة إلى زيادة التعاون لدفع التنمية المستدامة وتعزيز المرونة المناخية في المنطقة.
الالتزام بالتنمية في آسيا الوسطى
ووقّع صندوق أوبك اتفاقيات شراكة مع كل من تركمانستان وكازاخستان، تضمنت خطة طريق لمدة خمس سنوات لمجالات التعاون مثل تطوير البنية التحتية، والتحول في مجال الطاقة، والتكامل الإقليمي، كما وقّع الصندوق مذكرة تفاهم مع طاجيكستان لدعم تمويل مشروع محطة روجون للطاقة الكهرومائية، الذي يهدف إلى تعزيز قدرة طاجيكستان على توليد الطاقة المتجددة.
ووقّع صندوق أوبك اتفاقية قرض بقيمة 25 مليون دولار مع بنك «جلوبال آي إم إي» في نيبال لزيادة الوصول إلى التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك المشاريع المملوكة للنساء والمشاريع التي تراعي المناخ، كما وقّع الصندوق مذكرة تفاهم مع بنك الصادرات السعودي لتعميق التعاون في الدول الشريكة.
احتفل الصندوق أيضاً بالذكرى الخامسة والعشرين لعمليات القطاع الخاص، كما تم افتتاح المقر الرئيسي الموسع في فيينا بعد تجديد قصر كولوريدو مانسفيلد التاريخي.
وقد علّق عبدالحميد الخليفة، رئيس صندوق الأوبك، قائلاً: «لقد وضعت جهودنا الجماعية في هذا المنتدى الأساس لمبادرات مؤثرة ستدفع عجلة التقدم في مواجهة التحديات العالمية.. التعاون والابتكار هما مفتاح نجاحنا، ونحن ملتزمون بتحويل الخطط إلى أفعال وتحقيق حلول فعّالة بالتعاون مع دولنا الشريكة».