في متاهة الفرص الاستثمارية، تُعدّ قائمة الاستثمار الخاصة بالملياردير الشهير وارن بافيت بمثابة أداة ملاحية للمستثمرين المميزين، فما المعايير التي تحرك استثمارات المستثمر الأميركي في سوق الأسهم؟
كشف المستشار المالي، بريان فيرولدي، عن قائمة تلخص جوهر حكمة بافيت الاستثمارية في نقاط قابلة للتنفيذ، من خلال إطار استراتيجي مصمم لتقييم الشركات عبر عدسة صارمة قبل التفكير في المساهمة فيها.
ويضم نهج بافيت في تقييم الأسهم والشركات ثلاثة جوانب رئيسية، هي: تقييم وفهم طبيعة الأعمال وإدارة الشركة بالإضافة إلى القطاع المالي، ويندرج تحت كل منها أسئلة محددة من خلال الإجابة عليها يستطيع المستثمر تقييم مدى قوة استثماره وقابليته للنجاح.
تقييم وفهم الأعمال
يؤكد وارن بافيت أهمية الاستثمار في الأعمال التجارية التي يسهل فهمها، وهذا يعني معرفة كيفية قيام الشركة بجني الأموال والتأكد من أنها تتمتّع بتاريخ تشغيل ثابت وآفاق مواتية على المدى البعيد، كما يُعدّ نموذج العمل المفهوم أمراً بالغ الأهمية لأنه يضمن أن المستثمرين يمكنهم اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على كيفية عمل الشركة وتحقيق الأرباح، وتشمل أهم الأسئلة التي يهدف بافيت للإجابة عنها في هذا الجانب ما يلي:
- هل طبيعة العمل مفهومة وواضحة؟
- هل تعلم كيف تجني الشركة المال؟
- هل لدى الشركة تاريخ تشغيلي ثابت؟
- هل تتمتّع الشركة بآفاق مواتية على المدى الطويل؟
- هل هي تجارة يسهل جني الأموال منها؟
- هل يمكن الحفاظ على العمليات الحالية دون الحاجة إلى ضخ استثمارات كبيرة؟
- هل للشركة الحرية في تعديل الأسعار بما يتناسب مع التضخم؟
- هل قرأت التقارير السنوية للمنافسين الرئيسيين؟
وفي حالة الإجابة عن معظم هذه التساؤلات بـ«نعم»، ينصح بافيت بالمضي قدماً في المرحلة التالي من التقييم، وهي هيكل الشركة وإداراتها.
إدارة الشركة
يولي بافيت أهمية كبيرة للنزاهة والذكاء في إدارة الشركة، إذ ينبغي للإدارة أن تكون عقلانية وصريحة مع المساهمين، خاصة وأن بافيت يرى أن الإدارة الأخلاقية والذكية ستدفع الشركة إلى الأمام بطريقة تفيد جميع أصحاب المصلحة، وفي هذا الصدد يركّز المستثمر الأميركي على بعض الأسئلة ومنها:
- هل أظهرت الإدارة درجة عالية من النزاهة؟
- هل أظهرت الإدارة درجة عالية من الذكاء؟
- هل الإدارة عقلانية؟
- هل الإدارة صريحة مع المساهمين؟
- هل قاومت الإدارة إغراء النمو السريع عن طريق الاندماج؟
- هل كانت الأعمال خالية من أي اندماج كبير في السنوات الثلاث الماضية؟
- هل ترتبط خيارات الأسهم بأداء الإدارة بدلاً من أداء المنظمة؟
تقييم الوضع المالي
تضم المرحلة الثالثة من تقييم الاستثمار هي تقييم الوضع المالي للشركة، إذ يرى بافيت أن العائد الكافي على الأسهم، وتاريخ نمو الأرباح فوق متوسط السوق، كلها أمور حيوية، بالإضافة إلى ذلك، فإن هوامش الربح الجذابة والقدرة على خلق قيمة سوقية من الأرباح المحتجزة هي علامات على وجود شركة سليمة وفعّالة من الناحية المالية، ويمكن التأكد من هذه العوامل من خلال الإجابة بـ«نعم» عن بعض الأسئلة ومنها:
- هل العائد على حقوق الملكية كافٍ؟
- هل كان لدى الشركة سجل حافل من نمو الأرباح في معظم السنوات أعلى من متوسط سوق الأوراق المالية؟
- هل هوامش الربح جذابة؟
- هل قامت الشركة بإنشاء دولار واحد على الأقل من القيمة السوقية مقابل كل دولار من الأرباح المحتجزة؟
وتعمل هذه الجوانب الثلاثة معاً بمثابة بوصلة للمستثمرين الذين يبحثون عن قيمة مستدامة وطويلة الأجل، لذا ينصح المستشار المالي، بريان فيرولدي، بدمج هذه القائمة في تحليل الفرص الاستثمارية قبل عملية اتخاذ القرار، والتركيز على الأساسيات التي تهم حقاً.
من جانبه، قال بافيت في وقت سابق من يونيو حزيران 2024 «أنا فقط أكون خارج عالم الاستثمار عندما اختار فرصة استثمارية ولا تأتي بالنتائج المرجوة، تُعرض عليّ مئات الشركات كل يوم، فقط عندما أجد شيئاً أفهمه وسعره جيد أسعى للاستثمار فيه، فإن نجح فهذا أمر جيد وإن لم ينجح فهي فرصة ضائعة».