تتجه أعين العالم إلى فرنسا حيث تشهد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي يسعى فيها حزب أقصى اليمين التجمع الوطني وزعيمته مارين لوبان إلى تحقيق الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة للمرة الأولى في التاريخ، ويأتي هذا الاستحقاق قبل 20 يوماً من أولمبياد باريس 2024 التي تعتبر بمثابة دعاية للدولة كونها الحدث الرياضي الأكبر في العالم.
وقال رئيس التحرير بالتلفزيون الفرنسي باتريك بي في حديث مع CNN الاقتصادية إن «وصول حزب أقصى اليمين لسدة الحكم عشية تنظيم الأولمبياد قد يحدث ارتباكاً شديداً، إذ إن النقابات العمالية التي تسيطر عليها القوى اليسارية في فرنسا قد تعلن الإضراب في مطارات شارل دي غول وأورلي ومحطات القطار».
وقد هدد عاملو شركة مطارات باريس في يونيو حزيران في سياق مستقل عن نتائج الانتخابات بالإضراب في يوليو تموز إذا لم يحصلوا على مكافآت بمناسبة تنظيم الألعاب الأولمبية، وطالبوا بالمساواة مع الشركات الأخرى.
وكان عاملو شركتي السكك الحديدية الفرنسية ومترو باريس قد نجحوا في الحصول على مكافآت مادية للعمال الذين سيداومون وقت الألعاب الأولمبية التي تنطلق يوم 26 يوليو تموز وتنتهي يوم 11 أغسطس آب.
ويتوقع المراقبون أن يصل العائد الاقتصادي من تنظيم الألعاب الأولمبية إلى نحو 9 مليارات يورو حتى عام 2034.
وأضاف بي في حديثه مع CNN الاقتصادية أن الخطر الحقيقي «يكمن في السياسات الاقتصادية التي يتبناها اليمين المتطرف في فرنسا التي وصل فيها الدين العام خلال عام 2023 إلى أكثر 3 تريليونات يورو وهو ما يمثل 110.7 في المئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي وأن هذه النسبة تزيد الهوة مع ألمانيا فضلاً عن أغلبية حائزي هذا الدين من الصناديق الاستثمارية الأجنبية».
وبحسب معيار الدين لدول الاتحاد الأوروبي، المعروف بمعيار أوتريخت، لا يجب أن يتجاوز حجم الدين العام للدولة 60 في المئة، وعبرت فرنسا عتبة الستين في المئة عام 2002 وحجم الدين قفز من تريليون يورو في عام 2000 إلى 3.08 تريليون يورو العام الماضي مخلِّفاً عجزاً يصل إلى 5.5 في المئة.
وسيتوجب على التجمع الوطني اليميني الحصول على 298 مقعداً من أصل 577 لتشكيل الحكومة في فرنسا بقيادة رئيس الحزب جوردان بارديلا.
وكانت رئيسة الحزب السابقة مارين لوبان التي حاولت غزو الإليزيه مرتين قد أعلنت وقت حملتها الرئاسية في عام 2017 نيتها الانسحاب من منطقة اليورو وتبني عملة وطنية محلية لفرنسا، وهو ما تسبب في هبوط أسهمها، وللسبب نفسه تجنب رئيس الحزب الحديث عن هذه النقطة ولكنه أعلن عن نيته تشديد سياسات الهجرة التي تتبناها فرنسا في الوقت الحالي.
وينظم جزء كبير من مسابقات ألعاب باريس في ضاحية سين سان دوني الواقعة بين العاصمة ومطار شارل ديغول -أكبر مطارات فرنسا- وهي المنطقة التي يسكنها عدد كبير من المهاجرين من شمال إفريقيا وغربها، وتعد أفقر مدينة في بر فرنسا الرئيسي في أوروبا.