سقط الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على الأرض أمس السبت، ممسكاً بوجهه بعد إطلاق نار خلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا، وشُوهدت الدماء على وجهه في أثناء نقله لتلقي العلاج.
وتعرض العديد من السياسيين لحالات من العنف السياسي في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، بمن في ذلك رؤساء ومرشحون للرئاسة وأعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس، وفق مكتبة أبحاث سي إن إن.
في حقبة ما قبل الحرب الأهلية أطلق النار على الرئيس أندرو جاكسون في أثناء حضوره جنازة في مبنى الكابيتول، ولكن المهاجم فشل مرتين في إصابته.
والرئيس السابق ثيودور روزفلت، الذي كان مثل ترامب يحاول استعادة وظيفته القديمة خلال حملته عام 1912، أُطلق عليه النار وهو في طريقه لإلقاء خطاب في ميلووكي، أكبر مدن ولاية ويسكنسن الأميركية، وقال روزفلت في وقتٍ لاحق إن نسخة مطوية من خطابه المؤلف من 50 صفحة أبطأت الرصاصة، التي بقيت في جسده بقية حياته، وألقى روزفلت الكلمة رغم إطلاق النار.
وكان فرانكلين روزفلت رئيساً منتخباً، عندما حاول جوزيبي زانغارا إطلاق النار عليه في ميامي عام 1933، ولكنه أخطأ وقتل عمدة شيكاغو، أنطون سيرماك، بعدها أعدم صعقاً بالكهرباء عقاباً على فعلته.
وتعرض هاري ترومان، خليفة روزفلت، لإطلاق نار داخل البيت الأبيض من قِبل القوميين البورتوريكيين عام 1950.
وعام 1972 أُطلق النار على حاكم ألاباما، جورج والاس، والذي كان يخوض المنافسات الانتخابية الرئاسية للمرة الثالثة، وقد أدّى إطلاق النار إلى إصابته بشلل نصفي.
والاس كان من دعاة الفصل العنصري ولكن بعد إصابته أعاد التفكير وغير قناعاته.
الرئيس جيرالد فورد يحمل رقماً خاصاً، فقد نجا من محاولتي اغتيال خلال أسابيع قليلة عام 1975.
وأطلق النار على رونالد ريغان عام 1981 خارج فندق في واشنطن العاصمة، بعد إلقاء خطاب، وأُصيب مساعده لشؤون الصحافة، جيمس برادي، بجروح خطيرة دفعته لأن يُصبح ناشطاً لمواجهة خطر انتشار الأسلحة، أمّا المجرم مُطلق النيران، جون هينكلي، فقد قضى عقوداً في مصحة للأمراض العقلية، وأُطلق سراحه عام 2022.
تراجعت وتيرة محاولات الاغتيال منذ بداية الثمانينات، حتى اتُهم رجل من ولاية أيداهو بمحاولة اغتيال باراك أوباما عندما أطلق النار على البيت الأبيض عام 2011.
ويحصل جميع رؤساء الولايات المتحدة الأميركية في أثناء مدتهم الرئاسية وبعد انتهائها على حماية الخدمة السرية مدى الحياة (USSS).
و«الخدمة السرية» هي وكالة فيدرالية تابعة لوزارة الأمن الداخلي، مكلفة بحماية القادة السياسيين الأميركيين وعائلاتهم.
محاولات ناجحة
اُغتيل أربعة من رؤساء الولايات المتحدة بالرصاص، وكان أبراهام لينكولن هو أول رئيس أميركي يُغتال، إذ أُصيب برصاصة في مؤخرة رأسه عام 1865 في أثناء مشاهدته مسرحية في مسرح فورد في واشنطن العاصمة، على يد جون ويلكس بوث، أحد ممثلي المسرح في تلك الليلة، والذي كان متعاطفاً مع الجنوب.
وفرّ بوث من مكان الحادث ولكنه قُتل بالرصاص في أثناء محاولة القبض عليه بعد أسابيع في فرجينيا.
وأُطلق النار على الرئيس جيمس غارفيلد في محطة قطار في واشنطن العاصمة في يوليو 1881، وتوفي متأثراً بجراحه بعد أشهر.
وأُطلق النار على غارفيلد على يد تشارلز غيتو، وهو مؤيد سابق للرئيس كان يعاني مرضاً عقلياً، وكان غاضباً لعدم حصوله على وظيفة في إدارة غارفيلد، وأُدين غيتو وشُنق في غضون عام.
وأُطلق النار على الرئيس ويليام ماكينلي في سبتمبر 1901 في نيويورك، على يد ليون كولغوش، وهو أناركي فوضوي لا يؤمن بالسلطة.
آخر رئيس أميركي اُغتيل هو جون إف. كينيدي، الذي قُتل على يد القناص لي هارفي أوزوالد في دالاس في نوفمبر 1963 بينما كان يقود سيارة ليموزين مفتوحة السقف.
وقُبض على أوزوالد، وهو متعاطف مع السوفييت، بعد أيام من إطلاق النار، واغتيل أوزوالد نفسه على يد جاك روبي في قبو مركز شرطة دالاس.
بعد اغتيال الرئيس كينيدي لم يغتال أي رئيس أميركي آخر، ولكن شقيقه الأصغر روبرت، عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك اغتيل بعد إعلانه الترشح للرئاسة عام 1968.
وأُطلق النار على روبرت كينيدي في فندق أمباسادور في لوس أنجلوس في الليلة التي فاز فيها بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، ولا يزال قاتله، سرحان سرحان، يقضي عقوبته في السجن في كاليفورنيا.