ينتمي كل من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونائبه في انتخابات الرئاسة المقبلة جي دي فانس إلى طبقتين اجتماعيتين مختلفتين، إذ ينحدر ترامب من عائلة ثرية بينما فانس مليونير عصامي ولد لأسرة فقيرة.
ثروة نائب ترامب تأتي بشكل كبير من كتاب «مرثية ريفية» الذي باع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة وحول فانس إلى شخصية وطنية، وتقدر ثروة فانس بنحو 10 ملايين دولار ونظراً لنشأته في عائلة فقيرة فهذا إنجاز كبير يعزز مكانته في دوائر المال والأعمال.
مصدر ثروة فانس
وأصدر فانس كتابه في عام 2016 وتناول الكتاب طفولته وعيشه مع جديه في بلدة ريفية فقيرة في شرق أوهايو كما وثق معاناة الطبقة العاملة البيضاء في أميركا، نجاح الكتاب دفع نتفليكس إلى تحويله إلى فيلم في عام 2020 من بطولة إيمي آدمز وجلين كلوز.
إحدى النقاط المحورية في حياة فانس كانت رفضه دخول الجامعة بسبب التكلفة العالية وقراره الالتحاق بالبحرية الأميركية، خدم فانس في العراق وكان يحصل على نحو ألف دولار شهرياً، وقال فانس «علمني سلاح البحرية كيف أعيش كشخص بالغ».
أنهى فانس خدمته في عام 2007 والتحق بجماعة أوهايو ثم التحق بكلية القانون بجامعة ييل في عام 2010 نظراً لتفوقه، وساعدت الخدمة العسكرية وبعض المنح فانس في التخرج من الجامعة وليس عليه أي ديون دراسية.
بعد حصوله على شهادة في القانون عمل فانس لمدة عامين في شركات كبرى في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، ثم انتقل مع زوجته أوشا تشيلوكوري إلى العاصمة واشنطن حيث عمل فانس لصالح شركات المحاماة الكبرى.
فانس في عالم المال والأعمال
وكان التحول الكبير الآخر في حياة فانس عندما تحول من العمل لدى شركات المحاماة إلى شركات التكنولوجيا، إذ انتقل في عام 2015 إلى سان فرانسيسكو وعمل لصالح العديد من شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون.
وعمل فانس في مؤسسة للتكنولوجيا الحيوية قبل أن ينتقل للعمل في شركة ميثريل وهي شركة رأس مال استثماري أسسها الملياردير بيتر ثيل أحد مؤسسي موقع باي بال الشهير.
تعلم فانس الكثير داخل شركات التكنولوجيا واستثمر في العديد منها ليأتي عام 2018 ويكافئ نفسه بشراء منزل بقيمة 1.4 مليون دولار في سينسيناتي، وتقدر مجلة فوربس قيمة المنزل حالياً بنحو 1.8 مليون دولار.
بعد عام من شراء منزل سينسيناتي بدأ فانس شركته الخاصة التي أطلق عليها اسم (ناريا)، وأشارت استثماراته إلى ميوله السياسية إذ راهن على موقع رامبل للفيديوهات وهو منافس لموقع يوتيوب الشهير.
كما استثمرت شركته في شركة (ستريف أسيست مانجمينت) مزود التمويل الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق فيفيك راماسوامي لمواجهة أمثال بلاك روك وفانغارد.
بحلول عام 2021 مع ما بين ثلاثة ملايين وعشرة ملايين دولار من حيازات المشاريع والأصول السائلة انتقل فانس إلى تحدٍ جديد وهو عالم السياسة مصطحباً معه الكثير من العلاقات داخل دوائر المال والأعمال التي ساعدت في تمويل حملته الانتخابية للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي.