في أول لقاء تلفزيوني لها كمرشحة الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية، قالت كامالا هاريس إن انهيار الاقتصاد الأميركي سببه الرئيسي سوء إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لأزمة جائحة كورونا خلال ولايته.

وخلال اللقاء الذي أجرته شبكة CNN، قالت هاريس «عندما تولى جو بايدن وأنا منصبَينا في ذروة الوباء، رأينا خسارة أكثر من 10 ملايين وظيفة، وكان مئات الأشخاص يموتون يومياً بسبب كوفيد، فانهار الاقتصاد».

وتابعت «إلى حد كبير، كل ذلك بسبب سوء إدارة دونالد ترامب لتلك الأزمة، عندما جئنا، كانت أولويتنا القصوى هي بذل قصارى جهدنا لإنقاذ أميركا، واليوم نعلم أن لدينا تضخماً أقل من 3 بالمئة، وأدت الكثير من سياساتنا إلى تعافي أميركا بشكل أسرع من أي دولة غنية في جميع أنحاء العالم».

ضمت المقابلة التي أجرتها مذيعة CNN دانا باش المرشح لمنصب نائب هاريس تيم والز، وهي أول مقابلة لهما منذ ترشحهما للانتخابات المقررة في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل.

يذكر أن المرشحة الديمقراطية البالغة من العمر 59 عاماً كانت قد تعرضت لضغوط متزايدة لإجراء مقابلة فعلية مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية الكبرى، بعد أن اكتفت بإجراء حوارات مقتضبة للغاية مع صحفيين خلال أسفارها أو بلقاءات مع مؤثرين.

خطة «اقتصاد الفرص»

في ما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي، تحدثت هاريس عن خطة أسمتها اقتصاد الفرص، وقالت إنها تهدف إلى خفض تكلفة السلع اليومية بالاستثمار في الشركات الصغيرة والعائلات.

وقالت، «على سبيل المثال، تمديد الإعفاء الضريبي للطفل إلى 6000 دولار للعائلات في السنة الأولى من حياة طفلهم لمساعدتهم على شراء مقعد سيارة، لمساعدتهم على شراء ملابس الأطفال، وأسرة الأطفال. هناك عمل سنقوم به يتعلق بالاستثمار في الأسرة الأميركية من خلال الإسكان الميسور التكلفة، وهي قضية كبيرة في بلدنا في الوقت الحالي، لذلك هناك عدد من الأشياء سأفعله من اليوم الأول كرئيس للبلاد».

واعترفت هاريس بأن أسعار السلع الأساسية مرتفعة إلى حد كبير، متعهدة بالتعامل مع قضية التلاعب بالأسعار.

كان قد تباطأ التضخم أكثر من المتوقع الشهور الماضية، حيث انخفض إلى 3.3 في المئة من 3.4 في المئة في أبريل نيسان الماضي، وبالمقارنة كانت النسبة في هذا الوقت من العام الماضي 4 في المئة، وقبل عامين كانت 9 في المئة.

ولكنْ هناك سبب يجعل المستهلكين يشعرون أن كل شيء لا يزال باهظ الثمن.

في حين أن الخصومات بدأت تظهر بشكل أكبر لدى تجار التجزئة الكبار، فإن تخفيضات الأسعار لا تحدث في جميع القطاعات، وذلك لأنه عندما يهدأ التضخم فهذا يعني ببساطة أن وتيرة زيادات الأسعار تتباطأ، ومع ذلك فهذا لا يعني أن الأسعار الفعلية التي تُدفع مقابل السلع والخدمات أقل مما كانت عليه قبل عام.

وبالمقارنة بمعدلات التضخم في دول مجموعة السبع، فالمعدل يتراجع، ولكن ليس بالسرعة التي تشهدها أوروبا، ومع تسارع النمو يعتبر التضخم ثابتاً إلى حد ما في الولايات المتحدة، إذ يكافح من أجل العودة إلى النطاق المستهدف لنمو الأسعار الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 2 في المئة.

إن ارتفاع التضخم خلال الجائحة ومستويات الأسعار التي لا تزال مرتفعة هو الذي ولّد الكثير من السخط محلياً بشأن الاقتصاد الأميركي، ولهذا لا يمكن للناخبين أن يشعروا بأن أداءهم قد يكون أفضل من المواطنين في اليابان أو ألمانيا، ما يمكن أن يشعروا به هو مدى تكلفة الذهاب إلى متجر البقالة هذا العام مقارنةً بالعام الماضي.

وقالت هاريس في هذا الشأن: «ما يتعين علينا القيام به هو توسيع نطاق الإعفاء الضريبي للأطفال لمساعدة الأسر الشابة على أن تكون قادرة على رعاية أطفالها في أكثر سنوات تكوينها. يتضمن اقتراحي ما يمكن أن يكون بمثابة إعفاء ضريبي بقيمة 25 ألف دولار لمشتري المنازل لأول مرة حتى يتمكنوا من الحصول على ما يكفي لدفع دفعة أولى لشراء المنزل، وهو جزء من الحلم الأميركي».

ملف الهجرة وتغير المناخ

تعهدت كامالا هاريس باتباع نهج أكثر صرامة تجاه الهجرة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وقالت إنها لن تحجب الأسلحة عن إسرائيل.

وقالت هاريس إنها ستجدد المساعي لإقرار تشريع حدودي شامل من شأنه تشديد الهجرة إلى الولايات المتحدة، وتعهدت «بإنفاذ قوانيننا» للتصدي للعبور عبر الحدود.

وأضافت هاريس «لدينا قوانين يتعين اتباعها وتنفيذها، والتي تتعامل مع من يعبرون حدودنا بشكل غير قانوني ويجب أن تكون هناك عواقب».

كما تطرقت لدعم الرئيس جو بايدن القوي لإسرائيل ورفضت دعوات من البعض في الحزب الديمقراطي إلى إعادة النظر في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة.

وقالت إنها تؤيد أن تكون إسرائيل قوية لكن «يتعين علينا التوصل إلى اتفاق» بشأن وقف لإطلاق النار في غزة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت ستحجب الأسلحة عن إسرائيل، أجابت «لا، يتعين علينا التوصل إلى اتفاق (لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن)». وتتولى هاريس منصب نائبة الرئيس منذ تولى بايدن السلطة.

وفي ملف تغير المناخ، شددت هاريس التزامها بتقليل الولايات المتحدة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وأكدت نائبة الرئيس أن «قيمها لم تتغير». وأصرّت على أنها «لطالما آمنت بأن التغير المناخي حقيقة واقعة، وأنه مشكلة ملحة» وأن على الولايات المتحدة أن تحقق «الأهداف» في ما يتعلق بانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

سياسة التكسير الهيدروليكي

في عام 2019، عارضت هاريس التكسير الهيدروليكي – وهو الموقف الذي كان من الممكن أن يكون ضاراً سياسياً في ولاية بنسلفانيا، حيث يعد مصدر توظيف ضخماً. ولكنها تقول الآن إنها تدعم ذلك.

وقالت: «كرئيسة، لن أحظر التكسير الهيدروليكي».

التكسير الهيدروليكي، هو عملية اختراق الصخر الزيتي الكثيف لفتح الغاز الطبيعي. عارض التقدميون التكسير الهيدروليكي بسبب المخاوف بشأن تغير المناخ. ومع ذلك، بموجب قانون الحد من التضخم، وهو مشروع قانون شامل للرعاية الصحية والضرائب والمناخ بقيمة 750 مليار دولار أدلت هاريس بالصوت الفاصل لتمريره في مجلس الشيوخ ووقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانوناً في عام 2022، توسع التكسير الهيدروليكي في الولايات المتحدة.

وقالت هاريس إنها غيرت بالفعل موقفها بشأن التكسير الهيدروليكي في عام 2020، وأضافت لباش: «قانون الحد من التضخم، ما قمنا به للاستثمار وفقاً لحساباتي – ربما تريليون دولار على مدى السنوات العشر القادمة للاستثمار في اقتصاد الطاقة النظيفة. ما قمنا به بالفعل هو خلق أكثر من 300 ألف فرصة عمل جديدة في مجال الطاقة النظيفة. وهذا يخبرني من تجربتي كنائب للرئيس أنه يمكننا القيام بذلك دون حظر التكسير الهيدروليكي. في الواقع، أدليت بالتصويت الفاصل الذي أدى في الواقع إلى زيادة عقود الإيجار للتكسير الهيدروليكي كنائب للرئيس. لذلك أنا واضحة جداً بشأن موقفي».

معارضة سياسات ترامب

كان الرد الذي قوبلت به مقترحات هاريس السياسية ووعودها بيوم جديد في السياسة الأميركية من قبل العديد من الجمهوريين هو: لماذا لم تحدث هذه الأشياء بالفعل خلال السنوات الثلاث والنصف التي كانت فيها نائبة للرئيس؟

قالت نائبة الرئيس يوم الخميس إنها «تتحدث عن حقبة بدأت قبل نحو عقد من الزمن» – وهو الوقت الذي انتقل فيه ترامب إلى الواجهة السياسية.

يتهم الجمهوريون نائبة الرئيس بأنها متقلبة في أفكارها. وقال ترامب عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال «أتطلع بشدة لمناظرة الرفيقة كامالا وإظهار كم هي مخادعة. لقد غيّرت هاريس موقفها في كل موضوع».

وكثّف الملياردير البالغ 78 عاماً هجماته الشخصية على هاريس منذ أن بدأ حملته الانتخابية، بعد انسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق الرئاسي في 21 تموز يوليو.

واتهم ترامب خصوصاً هاريس بأنها «أصبحت سوداء» لأسباب انتخابية. وعندما سُئلت هاريس، المولودة لأب جامايكي وأم هندية، عن هذا الأمر، رفضت الخوض في تفاصيل، قائلةً إنها «القصة القديمة نفسها»، مضيفة «السؤال التالي من فضلكم».