يزور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، تركيا لأول مرة منذ توليه رئاسة مصر، بعد فترة من فتور العلاقات بين البلدين على إثر خلافات سياسية.
وتأتي الزيارة بعد نحو 6 أشهر من زيارة تاريخية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، في إطار تذويب الجليد بين البلدين.
وقد يشهد اللقاء الجديد المزيد من المناقشات السياسية والاقتصادية بين البلدين في ظل أوضاع صعبة تعيشها منطقة الشرق الأوسط.
قالت الرئاسة المصرية اليوم الأربعاء إن الزيارة ستشهد تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير شباط الماضي، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.
وفي عام 2013 قطع البلدان علاقتهما الدبلوماسية بعد اتهامات متبادلة حول دعم أنقرة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر.
وقالت وكالة الأناضول التركية للأنباء المملوكة لأنقرة اليوم إن البلدين سيوقّعان نحو 20 اتفاقية لتعزيز العلاقات التجارية والتعاون في مجالات الطاقة والدفاع والسياحة والصحة والثقافة والتعليم خلال الزيارة.
وأضافت أنه من المقرر أيضاً توطيد التعاون في مجالي الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال.
وبحسب رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري، يحيي الواثق بالله، لـCNN الاقتصادية، فإن زيارة الرئيس المصري ستشهد مناقشة كل الجوانب المشتركة بما فيها إمكانية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال 3 سنوات.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بما فيها التجارة النفطية نحو 10 مليارات دولار، ووفقاً للواثق بالله.
وكشف الواثق بالله، أن تطبيق آلية للتبادل التجاري بين مصر وتركيا بالعملتين المحليتين لا يزال قيد الدراسة في البنك المركزي المصري، وهو من سيحدد متى يمكن تطبيقها.
وفي أغسطس أب 2024، زار مسؤولون مصريون تركيا وناقشوا إمكانية استخدام العملتين المحليتين في التجارة الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
العلاقات التجارية بين مصر وتركيا
ورغم التوترات السياسية بين مصر وتركيا فإن البلدين احتفظا بعلاقات تجارية متوازنة، إذ كان التبادل التجاري عند مستوياته الطبيعية رغم القطيعة السياسية.
ومنذ بداية العام الجاري حتى يوليو تموز بلغت واردات تركيا من مصر 2.64 مليار دولار، بينما سجلت صادرات تركيا إلى مصر 2.31 مليار دولار، وفقاً لبيانات معهد الإحصاء التركي.
ويقول هيثم الجندي، كبير محللي الأسواق في «تي ماتريكس» والمتخصص في الشأن التركي، إن الجانب السياسي قد يطغى على الزيارة نظراً لما تمر به المنطقة من توترات سياسية.
وأضاف لـCNN الاقتصادية أن أبرز الملفات التي قد تشهدها الزيارة هي الأزمة في ليبيا وكذلك الصومال نظراً لأن تركيا لديها علاقات وثيقة في البلدين وتسعى مع مصر لحل أزمة البلدين، بجانب مناقشة تطورات الوضع في غزة.
وبحسب بيان الرئاسة المصرية فإن الزيارة ستشهد تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح الجندي أن الزيارة ستشهد تعزيز الجانب الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري كما هو مستهدف بين البلدين، بجانب أن تركيا ستسعى إلى توسيع صادراتها لمصر خاصة في مجال الملابس والمعدات العسكرية وتحديداً الطائرات المسيرة.
وخلال العام الماضي ومع عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أعلنت أنقرة أنها ستزوّد القاهرة بطائرات مسيرة مسلحة، وقال أردوغان خلال زيارته إن البلدين يريدان تعزيز التجارة إلى 15 مليار دولار في الأمد القريب من 10 مليارات دولار.