قام إيلون ماسك، مالك منصة X (تويتر سابقاً)، بحذف منشور يوم الاثنين أثار جدلاً واسعاً، حيث تساءل فيه عن سبب تعرض الرئيس السابق دونالد ترامب لمحاولتَي اغتيال واضحتين خلال الأشهر الأخيرة، في حين لم يتعرض الرئيس جو بايدن أو نائبة الرئيس كامالا هاريس لأي محاولة مماثلة، وبرر ماسك لاحقاً أن المنشور كان مجرد «مزحة».

في المنشور المحذوف، كتب ماسك «ولا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن، كامالا »، وهو ما أثار موجة من الانتقادات، وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لحذف المنشور، أصر ماسك في البداية على موقفه، مغرداً «لم يحاول أحد حتى القيام بذلك، وهذه هي النقطة التي أطرحها». لكنه في النهاية تراجع وحذف المنشور بعد أن أشار أحد المستخدمين إلى أن تعليقاته قد يتم تفسيرها بشكل خاطئ، ليكتب ماسك لاحقاً «لا أريد أن أفعل ما فعلوه، حتى على سبيل المزاح».

ورغم حذف المنشور، استمر ماسك في التفاعل مع موضوعات مشابهة، حيث رد على منشور آخر يتضمن صورة تشير إلى أن ترامب تعرض لمحاولتي اغتيال بينما لم يواجه أسلافه الأربعة أي محاولات مماثلة.

ردود الفعل الرسمية

وصفت إدارة البيت الأبيض تعليقات ماسك بأنها «غير مسؤولة»، حيث قال المتحدث الرسمي أندرو بيتس في بيان: «كما قال الرئيس بايدن ونائبته هاريس بعد الأخبار المقلقة، لا مكان للعنف السياسي أو أي شكل من أشكال العنف في بلدنا، ويجب علينا جميعاً العمل لضمان عدم تشجيع العنف أو المزاح حوله».

من جهتها، أكدت الخدمة السرية الأميركية أنها اطلعت على منشور ماسك، لكنها رفضت التعليق على أي إجراء قد يتم اتخاذه، وأشار متحدث باسم الخدمة السرية إلى أنهم يحققون في جميع التهديدات المتعلقة بالأشخاص الذين يحميهم الجهاز، حتى وإن كانت على سبيل المزاح.

الخلفية والسياسات

لطالما ارتبط ماسك بالترويج لنظريات مؤامرة مختلفة، مثل مزاعمه بأن إدارة بايدن تسمح للمهاجرين غير الشرعيين بالتصويت، كما نشر مؤخراً صوراً مفبركة، بما في ذلك صور تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، وهو ما أثار انتقادات واسعة.

ومع هذا، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ماسك قد انتهك شروط خدمة منصة X بمنشوراته المثيرة للجدل، حيث يواجه أحياناً ردود فعل قوية دون أن يتعرض لعقوبات كبيرة.

هذه الحادثة تؤكد المخاوف المتزايدة بشأن تأثير ماسك ومنصته X على الخطاب العام والسياسي، ومدى احتمالية انتشار نظريات المؤامرة بشكل أكبر في ظل غياب الضوابط الصارمة.