أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي أمس الأربعاء تخفيض سعر الإقراض الرئيسي لليلة واحدة بنصف نقطة مئوية، وهي المرة الأولى التي يخفض فيها البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة منذ مارس 2020.

ومن المتوقع أن يستمر في خفض أسعار الفائدة على مدار العام أو العامين المقبلين، لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قال مساء أمس الأربعاء إن المجلس «سيتخذ القرارات اجتماعاً تلو الآخر بناءً على البيانات الاقتصادية الواردة».

ومن المرجح أن تكون التخفيضات المستقبلية أصغر، ربما ربع نقطة في كل مرة، حيث صرح باول “لقد حققنا بداية قوية جيدة، وهي علامة على ثقتنا في أن التضخم ينخفض على أساس مستدام، ولكن أعتقد أننا سنكون حذرين اجتماعاً تلو الآخر.”

وستؤدي تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى انخفاض أسعار الفائدة على مختلف القروض الاستهلاكية والحسابات ذات الفائدة، لكن لا تتوقع أن يؤدي أول تخفيض، أو حتى تخفيض آخر أو اثنان هذا العام، إلى تغيير حياتك المالية بشكل جذري بكل الطرق.

بالنسبة للمقترضين «لن تنخفض الأسعار بسرعة كافية لإنقاذك من موقف سيئ»، كما قال جريج ماكبرايد، كبير المحللين الماليين في موقع بنك ريتدوت كوم، “وبالنسبة للمدخرين لن تمحو تخفيضات الأسعار هذه الفائدة التي تراكمت من ارتفاع أسعار الفائدة في عامي 2022 و2023، سيظل المدخرون الذين لديهم حسابات عالية العائد متقدمين كثيراً في اللعبة.”

وإليك نظرة أكثر تحديداً على كيفية تأثير خفض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي على بطاقات الائتمان وقروض السيارات وقروض الإسكان وحسابات التوفير عالية العائد وشهادات الإيداع والحسابات المالية الأخرى.

بطاقات الائتمان

قال ماكبرايد إن الأمر قد يستغرق دورتين أو ثلاث دورات من التخفيض قبل أن يبدأ المواطن الأميركي في ملاحظة معدل أقل على الفوائد الخاصة ببطاقات الائتمان.

يبلغ متوسط الفائدة على بطاقة الائتمان نحو 21 في المئة، ومتوسط ​​سعر الفائدة على بطاقات الخصم الخاصة بمتاجر التجزئة يزيد على 30 في المئة، لذا فإن انخفاض نصف نقطة قد لا يساعد كثيراً.

وحتى لو تسببت حملة خفض أسعار الفائدة المستمرة على مدار العامين المقبلين في تخفيض متوسط ​​سعر الفائدة على بطاقة الائتمان إلى 16.3 في المئة، كما كان الوضع في بداية عام 2022، فسيظل قرضاً باهظ الثمن.

ما يجب القيام به إذا كانت لديك ديون بطاقة ائتمان، فإن النصيحة هي نفسها كما كانت دائماً؛ سددها.

ونصيحة أخرى مرتبطة هي محاولة الحصول على بطاقة نقل رصيد بدون فائدة يمكنها أن تشتري لك من 12 إلى 18 شهراً على الأقل بدون فائدة حتى تتمكن من سداد أصل الدين المستحق عليك، أو الانتقال إلى بطاقات البنوك الصغيرة التي تفرض أسعار فائدة أقل.

سيارتك

قالت جيسيكا كالدويل، رئيسة قسم الرؤى في موقع إيدموندز دوت كوم المتخصص في السيارات، إن أسعار قروض السيارات من المرجح أن تنخفض بسرعة إلى حد ما استجابةً لقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وفي استطلاع أجرته في أغسطس آب لمشتري السيارات، قالت الأغلبية (64 في المئة) إن خفض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يؤثر على توقيت شرائهم.

ويبلغ متوسط الفائدة على أسعار قروض السيارات ​​7.1 في المئة للسيارات الجديدة و11.3 في المئة للسيارات المستعملة، وفقاً لموقع إيدموندز دوت كوم، لذا فإن انخفاض نصف نقطة قد لا يوفر الكثير.

مع كل خفض ربع نقطة في سعر الفائدة تقل 4 دولارات شهرياً من الفائدة على قرض نموذجي على سيارة بقيمة 35 ألف دولار، وفقاً لموقع بنك ريت، لذا فإن الانخفاض بنقطة كاملة يعادل 16 دولاراً شهرياً فقط، أو أقل من 200 دولار سنوياً.

قال ماكبرايد “إن الرافعة الحقيقية للادخار لديك هي سعر السيارة التي تختارها، ومقدار التمويل الذي تموله، وتصنيفك الائتماني.”

على سبيل المثال، لاحظت كالدويل أنك قد تعتقد أن شراء سيارة مستعملة سيوفر لك المال، ولكن إذا كنت تقوم بتمويلها، فاحسب ذلك؛ غالباً ما تأتي القروض الخاصة بالسيارات الجديدة والسيارات المستعملة المعتمدة مع حوافز قروض مدعومة، لذا فإن هذه الحوافز إلى جانب انخفاض أسعار السيارات الجديدة قد تؤدي إلى توفير أفضل من قرض سيارة مستعملة، «تسوق القرض لا السيارة».

منزلك

لقد انخفضت أسعار الرهن العقاري بالفعل كثيراً في الأشهر الأخيرة بدءاً من 12 سبتمبر، وبلغ متوسط ​​الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عاماً 6.20 في المئة، وهذا أقل بنحو نقطتين مئويتين من الذروة التي شهدها أكتوبر الماضي.

وترتبط أسعار الرهن العقاري بشكل أوثق مع تحركات عائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات، التي ترتفع وتنخفض عادةً بناءً على عوامل اقتصادية مختلفة مثل التضخم والنمو وما إلى ذلك، وليس فقط تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي.

يرى ماكبرايد أن الانخفاض في أسعار الرهن العقاري سيكون متواضعاً على مدار العام المقبل بسبب جودة باقي مؤشرات الاقتصاد، «لن نعود إلى أسعار الرهن العقاري التي تقل عن 3 في المئة في عامي 2020 و2021».

لذا فتحديد موعد شراء منزل وما يمكنك تحمله ليس مجرد مسألة أسعار فائدة، بل يشير ماكبرايد إلى أن «المتغيرات الأخرى مثل أسعار المنازل وتوافر المنازل للبيع ستكون بالأهمية نفسها».

مدخراتك

في العامين الماضيين كان من السهل على المدخرين والمتقاعدين تحقيق عائد حقيقي مع معدل فائدة 5 في المئة أو أكثر على أموالهم مقابل مخاطر منعدمة، وقد تنخفض أسعار الفائدة على الحسابات المصرفية ولكن ليس كثيراً بحيث لا يمكنك الاستمرار في العثور على عائدات تتجاوز بسهولة التضخم، الذي يبلغ حالياً 2.5 في المئة، وهو قريب جداً من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة، والمنافسة على الودائع بين البنوك تعني أن بعضها سيستمر في تقديم عوائد جذابة.

ويبلغ العائد على سندات الخزانة قصيرة الأجل التي تتراوح مددها من ثلاثة أشهر إلى عام واحد، 4 في المئة على الأقل حتى أمس، وعلى سندات الخزانة الأطول أجلاً، كان العائد على السندات لمدة عامين 3.6 في المئة، و3.64 سنوياً على السندات لمدة 10 سنوات، مقابل تضخم 2.5 في المئة.

فإذا كنت على بعد خمس سنوات من التقاعد، يقترح ماكبرايد الاستثمار في سندات الخزانة، حتى لا تضطر إلى السحب من محفظتك في بداية تقاعدك، خاصةً أن سندات الخزانة معفاة من الضرائب، على عكس شهادات الإيداع، مع الاحتفاظ بنفقات المعيشة اللازمة لستة أشهر «نقداً» حتى لا تضطر إلى تسييل السندات.