هذا الأسبوع، أعادت شركة تريدر جوز ملء مخازنها بحقائب التسوق الصغيرة التي يبلغ سعرها 2.99 دولار، بعد موجة طلب غير متوقعة وطوابير لا تنتهي للحصول على مجموعات الحقائب العملية الصغيرة، حتى إنه تمت إعادة بيع إحدى الحقائب في مزاد على موقع إي- باي بسعر 125 دولاراً، أي 42 ضعف السعر.

تهتم المتاجر حالياً بتسويق منتجات العناية بالشعر والبشرة ومستحضرات التجميل ذات الحجم المناسب لحقائب السفر الصغيرة، وتحصد مقاطع الفيديو المرتبطة بحقائب التجميل الصغيرة المملوءة بمنتجات صغيرة جداً ملايين المشاهدات، حتى العلامة التجارية للشاي المثلج «سنابل» أطلقت زجاجة سعة ربع لتر، معلنة أنها «تناسب حقيبة صغيرة».

بالنسبة للعديد من المستهلكين لا تبدو المنتجات الصغيرة منطقية «اقتصادياً»، للتكلفة الأعلى لكل لتر وكل بوصة بالنسبة للمستهلكين، وتحفّز على زيادة الاستهلاك، هذا بالإضافة إلى زيادة تكاليف التعبئة والتغليف للشركات، ولكن الشركات الكبرى تراهن على أن السلع الصغيرة سوف تلبي رغبة العملاء في الحنين إلى الماضي نفسياً وسعرياً، وتوفّر مساحة ممكنة للتشبث بالرفاهية.

قال أستاذ إدارة الأعمال في معهد تكنولوجيا الأزياء، شون كارتر إنه منذ تفشي فيروس كورونا، خصصت المتاجر مساحة أفضل على الرفوف لمنتجاتها صغيرة الحجم، في محاولة لمحاربة الأسعار المرتفعة، ونجحت هذه الخطة في جذب أصغر عملاء المتجر، الجيل زد «المواليد من منتصف التسعينيات حتى 2010» والجيل ألفا «المواليد من 2010 حتى 2025».

أضاف كارتر أن الأزياء الصغيرة بدأت في الستينيات، مع تقديم التنورة القصيرة ثم حقيبة اليد الصغيرة، ومثل العديد من صيحات الموضة والأزياء عادت الحقائب الصغيرة، موضحاً «تسارع هذا الاتجاه عام 2022، ولكنه ليس فقط اتجاهاً مؤقتاً، لقد عاد ليبقى».

من جانبه، قال نائب الرئيس للتسويق في سلسلة «تريدر جوز»، مات سلون في مارس آذار الماضي، إن الشركة «لم يكن لديها أدنى فكرة أن حقائب اليد الصغيرة ستشهد هذا الطلب المجنون، مئات الآلاف من الحقائب دخلت مخازن المتاجر وخرجت في غضون أسبوع».

اتجاه سائد

حتى إذا لم تكن تشتري منتجات صغيرة فلا يمكنك الهروب من الاتجاه السائد على وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال حصد حساب جو باركر 3.2 مليون إعجاب على تيك توك، بعد أن استطاعت حشو أكبر عدد ممكن من المنتجات الصغيرة في حقائب صغيرة فاخرة.

في أحد أشهر مقاطع الفيديو الخاصة بباركر، تحشو حقيبة صغيرة تحمل العلامة التجارية «كوتش تابي» سعرها 195 دولاراً، بأحمر شفاه شارلوت تيلبوري صغير، وماسكارا شانيل صغيرة، وكونسيلر تارت شيب تيب صغير، وبودرة مضغوطة صغيرة من شانيل، وعطر فيرساتشي صغير، إلى جانب أساسيات أخرى، ثم تكرر المقطع مع حقائب تحمل علامات تجارية أخرى مثل غوتشي وبرادا ولويس فيتون.

وتقدّم سلستا مستحضرات التجميل «سيفورا» و«أولتا» عينات صغيرة، في مقابل نقاط المكافأة أو في أعياد الميلاد أو في حال الشراء عدد كبير من العبوات، ترى باركر أن هذا حافز كبير للعملاء للإنفاق في هذه المتاجر، لأن المنتجات صغيرة الحجم المطلوبة جداً أصبحت متاحة فقط كميزة للمتسوقين الأوفياء.

لماذا يحبون العبوات الصغيرة؟

فكر في الألعاب والعرائس الصغيرة التي ربما كنت تلعب بها عندما كنت طفلاً، أو وجبات الغذاء المدرسية، تستحضر العلامات التجارية هذه الذكريات وتغذي الحنين إلى الماضي.

قالت، المحللة الرئيسية في شركة «منتر» لتحليل اتجاهات مواقع التواصل الاجتماعي، آنا كيلر «لطالما أحب البشر الأشياء الصغيرة جداً، ثم إن بعض العملاء يفضلون شراء الأحجام الصغيرة لأنهم غير قادرين على استهلاك العبوات الأكبر من المنتج»، وتضيف كيلر أن «العبوات الصغيرة من مستحضرات التجميل والأزياء صغيرة الحجم يمكن أن تكون غالباً نقطة ارتباط بالفخامة دون الحاجة إلى اللجوء إلى النسخ المُقلدة الأرخص».

ويتسبب إنتاج زجاجات صغيرة في زيادة تكاليف التشغيل والنقل، ولكن العائد يستحق بسبب وفرة المستهلكين المهتمين بالعبوات والزجاجات الصغيرة.

الخطر البيئي

الاتجاه إلى العبوات الصغيرة يحمل خطر زيادة النفايات البلاستيكية، فهناك المزيد من الهدر في التعبئة والتغليف والتصنيع لتحقيق رغبة أحدهم في امتلاك عدد من العبوات الصغيرة بدلاً من امتلاك عبوة بالحجم الكامل.

قالت مديرة الاتصال في مجموعة بيوند بلاستيك البيئية، ميليسا فاليانت، إن الشركات بحاجة إلى البدء في التحرك نحو المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام والملء، لذا فإن انتشار «الزجاجات والمنتجات الأصغر حجماً بدلاً من المنتجات الأكبر حجماً أو القابلة لإعادة الاستخدام، يعني ببساطة المزيد من إنتاج البلاستيك».

وأوصت جمعية إعادة تدوير البلاستيك بشراء منتجات كاملة الحجم، ثم استخدام عبوات قابلة لإعادة الملء عند الحاجة إلى كميات أقل أثناء التنقل، لأن العبوات التي يقل حجمها عن بوصتين غير قابلة لإعادة التدوير في النظام الأميركي.

ولكن جو باركر، التي تحصد ملايين المشاهدات من الترويج للحقائب الصغيرة ترى عكس ذلك «إذا اشتريت حقيبة أكبر سأحصل على المزيد من القماش مقابل السعر، لكنني لن أستخدم هذه الحقيبة الكبيرة أبداً لأنها لا تناسب نمط حياتي، ولكن إذا اشتريت حقيبة أصغر تكلفني أكثر لكل بوصة من القماش، لكنني استخدمها كثيراً، فهذا يستحق الاستثمار».