بعد أن أثبت مشروع رأس الحكمة نجاحه في جذب الاستثمارات وتنشيط الاقتصاد المصري، تستعد الحكومة الآن لطرح شبه جزيرة رأس بناس في البحر الأحمر، للاستثمار وتطويرها لتصبح وجهة سياحية عالمية.

فقد أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، عن طرح عدة مناطق جديدة على ساحل البحر الأحمر للاستثمار، منها رأس بناس، مشيراً إلى أن هذه المناطق ستشهد تطويراً مماثلاً لما حدث في مشروع رأس الحكمة، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والسياحية في مصر.

وحظيت منطقة رأس بناس في الآونة الأخيرة، على اهتمام كبير خاصةً بعد إعلان الحكومة المصرية عن طرحها للاستثمار على غرار صفقة رأس الحكمة، التي ستضخ فيها «أبوظبي القابضة» الإماراتية 35 مليار دولار.

أين تقع شبه جزيرة رأس بناس؟

تقع شبه جزيرة رأس بناس، جنوب مرسى علم، على مساحة تتجاوز مساحة مشروع رأس الحكمة، وتمتد لمسافة 50 كيلومتراً داخل مياه البحر الأحمر، محتوية على كنوز طبيعية فريدة، أبرزها أكبر تجمع للشعاب المرجانية البكر في العالم.

وتتمتع المنطقة بواجهة بحرية ساحرة وموقع استراتيجي قريب من المدن الحيوية في مصر، حيث تبعد عن مدينة الأقصر مسافة 356 كيلومتراً.

وتتميز شبه الجزيرة بمناخ معتدل طوال العام، وتحيطها المياه من الشمال والجنوب والشرق، كما تضم مطاراً عسكرياً يُتوقع تحويله إلى مطار مدني، ما سيسهم في جذب المزيد من السياح.

أهمية جزيرة رأس بناس

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، الأسبوع الماضي بشأن صفقة رأس بناس: «ليست منطقة رأس بناس وحدها التي سيتم طرحها للاستثمار، ولكن سبق لنا تحديد من 4 إلى 5 مناطق كبيرة على ساحل البحر الأحمر، نستهدف فيها التنمية على غرار ما تم إنشاؤه من مراكز تنموية كبيرة مثل صفقة رأس الحكمة».

وأضاف مدبولي أن رؤية الحكومة تهدف لتحقيق تنمية مُتكاملة في هذه المناطق الخمس بحيث تكون كل واحدة منها في قوام مدينة كاملة، مشيراً إلى أن الهدف هو أن تدخل الدولة المصرية في شراكات كبيرة لاجتذاب استثمارات أجنبية مباشرة لتنمية هذه المناطق الواعدة جداً من الناحية السياحية والتنموية، وتكون فرصة لجذب الاستثمارات وفرص العمل.

وفقاً للأرقام والإحصائيات الرسمية، فإن صفقة رأس الحكمة التي أبرمتها الحكومة المصرية في فبراير الماضي، تبلغ مساحتها 170 مليون متر مربع، وهي مساحة أقل من مساحة منطقة رأس بناس.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الصفقة في زيادة أعداد السياح الوافدين إلى سواحل البحر الأحمر، ما يدعم استراتيجية الحكومة المصرية الجديدة في الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030.

تجدر الإشارة إلى أن ما يعزز أهمية صفقة رأس بناس وجعلها منطقة سياحية عالمية، قرب شبه الجزيرة من ميناء برانيس الذي سيسهم في زيادة حركة الصادرات والواردات بين مصر والدول الإفريقية، نظراً لما يتمتع به من موقع متميز.

عوائد صفقة رأس بناس

تسعى مصر من خلال صفقة رأس بناس المنتظرة إلى خلق وجهة سياحية متكاملة، تجمع بين سحر الطبيعة ورفاهية الفنادق والمنتجعات، بهدف تعزيز مصادر الدخل وزيادة عدد السياح الوافدين إلى ساحل البحر الأحمر.

هذا، ومن المقرر أن تتعامل وزارة الإسكان مع المستثمر المصري بالجنيه، حيث تستهدف هذه الخطوة تعزيز استقرار سعر الصرف ومنع عودة ظاهرة السوق السوداء، بحسب تصريحات وزير الإسكان المصري شريف الشربيني.

وقدّرت وزارة الإسكان المصرية قيمة الأراضي والوحدات التي سيتم طرحها ضمن المشروع بنحو تريليوني جنيه.