قال الملياردير الأميركي بيل غيتس، أحد أبرز رموز التكنولوجيا، إن الذكاء الاصطناعي رغم فوائده العديدة، يحمل في طياته مخاطر جسيمة، قد تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، تهدد الأمن والاستقرار العالمي.

وكشف الملياردير المشارك لشركة مايكروسوفت عن أكبر 3 مخاوف تطارده بشأن مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك أثناء حديثه في أحدث حلقة من البودكاست «On with Kara Swisher».

وفي حديثه الأخير، رسم غيتس، المتفائل بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، صورة قاتمة نوعاً ما عن هذه التكنولوجيا، محذراً من المخاطر التي يمكن أن تنتج عنها.

إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي

وقال غيتس إن قلقه الأول هو «أن يستخدم الأشخاص السيئون ذوو النوايا السيئة الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية والإرهاب البيولوجي وحروب الدول القومية».

وأضاف: «في هذه الحالة، دعنا نتأكد من أن الأشخاص الطيبين لديهم ذكاء اصطناعي يمكنه الدفاع ضد هذه الأشياء، وهذا يجعلك ترغب في المضي قدماً وعدم التخلف عن الركب».

وتتضمن ميزانية الرئيس جو بايدن للسنة المالية 2025 مليارات الدولارات المخصصة للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تعزيز «التطوير والاستخدام الآمن والموثوق للذكاء الاصطناعي» والاستثمار في «معهد جديد لسلامة الذكاء الاصطناعي».

وتعكس هذه المبادرات اعترافاً متزايداً بالحاجة إلى البقاء في الصدارة في لعبة الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لأسباب اقتصادية، بل وأيضاً من أجل الأمن القومي.

الذكاء الاصطناعي يهدد ملايين الوظائف

يتمثل القلق الثاني لغيتس في التغييرات السريعة التي يسببها الذكاء الاصطناعي والتي قد تؤدي إلى فقدان الكثير من الوظائف.

واعترف غيتس قائلاً «إن معدل التغيير مخيف»، مشيراً إلى مجالات مثل التشخيص الطبي ودعم العملاء كمجالات قد يتفوق الذكاء الاصطناعي فيها قريباً على البشر.

إن هذا ليس مجرد تكهنات، فقد ذكر تقرير صادر عن غولدمان ساكس في عام 2023، أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على ما يقدر بنحو 300 مليون وظيفة بدوام كامل، ما يؤدي إلى «اضطراب كبير» في سوق العمل.

ومع ذلك يرى غيتس أن الذكاء الاصطناعي قد يغير طبيعة العمل، ولكنه لا يقضي عليه، فما زالت هناك حاجة إلى المهارات البشرية في العديد من المجالات.

سوق الذكاء الاصطناعي تتجاوز مليار دولار.. فما التأثير على الاقتصاد والمجتمعات؟

سيناريو فقدان السيطرة

القلق الثالث لغيتس، والذي «يظهر كثيراً» في هذا التوقيت، هو سيناريو «فقدان السيطرة» على الذكاء الاصطناعي، ما قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة ولا يمكن السيطرة عليها.

ومن المثير للاهتمام أن غيتس يبدو أقل انزعاجاً من هذا الاحتمال من مخاوفه الأولى والثانية، فقد أشار إلى أن «وجهة نظري هي أنه إذا تمكنت من تجاوز المشكلتين الأوليين، فإن هذا ليس أصعب المشكلات الثلاث».

عندما نتأمل مخاوف بيل غيتس حول الذكاء الاصطناعي، ندرك أننا نواجه معضلة أخلاقية واقتصادية، حيث يتعين علينا الموازنة بين الفوائد المحتملة والتحديات الكبيرة التي يطرحها هذا التقدم التكنولوجي.