جمعت حملة الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب أكثر من 160 مليون دولار في سبتمبر أيلول 2024، ما رفع احتياطي الحملة النقدي إلى 283 مليون دولار، لكن تفوقت كامالا هاريس، المرشحة الرئاسية الديمقراطية، على ترامب في أغسطس آب بـ361 مليون دولار، وجمعت مؤخراً 55 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ يستعد كلا الحزبين لسباق متقارب.
وبينما لم تكشف حملة هاريس عن الأرقام الرسمية للمبالغ التي جمعتها في شهر سبتمبر أيلول، نجح حزب نائب الرئيس الأميركي في جمع 55 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الماضي من حدثين، حسب ما أفاد مسؤول في الحملة يوم الأحد.
أدى دخول نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى الانتخابات الرئاسية إلى تفجير سباق جمع التبرعات مع الرئيس السابق دونالد ترامب ومنح الديمقراطيين تقدماً كبيراً، إذ أكدت الملفات الجديدة أن نائبة الرئيس كان لديها أكثر من 100 مليون دولار أكثر من ترامب نقداً بحلول نهاية أغسطس آب، بعد جمع أكثر من أربعة أضعاف ما جمعه الشهر الماضي، وفقاً لمجلة فوربس.
حقائق عن تبرعات الحملات الرئاسية
جمعت لجنة حملة بايدن (هاريس الآن) 678.2 مليون دولار، وجمعت لجنة حملة ترامب 309.2 مليون دولار إجمالاً بين يناير كانون الثاني 2023 و31 أغسطس آب 2024، وهو أحدث تاريخ تتوفر فيه ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
كما أنهت هاريس شهر أغسطس آب بأموال نقدية أكثر بكثير من ترامب (235.5 مليون دولار مقابل 134.6 مليون دولار لترامب)، ما أدى إلى توسيع تقدمها النقدي بعد محو ميزة نقدية سابقة كانت لدى حملة ترامب في نهاية يونيو حزيران، قبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق.
وجمعت حملة هاريس 189.6 مليون دولار في أغسطس آب وحده، بينما جمعت حملة ترامب 44.5 مليون دولار، بعد أن غيرت هاريس ما كان في السابق سباقاً نقدياً أكثر تكافؤاً (جمع بايدن وترامب 284.1 مليون دولار و217.2 مليون دولار إجمالاً حتى نهاية يونيو حزيران، على التوالي).
في حين لن يُكشف عن أرقام جمع التبرعات الرسمية لشهر سبتمبر أيلول حتى الشهر المقبل، أكد المتحدث باسم حملة هاريس جيمس سينغر أن الحملة والمجموعات التابعة لها جمعت 47 مليون دولار في غضون 24 ساعة بعد مناظرتها مع ترامب في 10 سبتمبر أيلول -أكبر حصيلة لها في يوم واحد منذ دخول السباق- وعقدت هاريس أكبر حملات جمع التبرعات لها حتى الآن في مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو، حيث ورد أنها جمعت ما يقرب من 27 مليون دولار في حملتين لجمع التبرعات و28 مليون دولار في حفل ثالث في سان فرانسيسكو.
ونشرت هاريس بسرعة أرقاماً ضخمة لجمع التبرعات عندما دخلت السباق في 21 يوليو تموز، إذ أعلنت حملتها عن تبرعات بلغت 81 مليون دولار في أول 24 ساعة بعد الإطلاق، كما أدى إعلانها عن حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، كمرشح لمنصب نائب الرئيس إلى زيادة جمع التبرعات، إذ أفادت الحملة أنها جمعت 36 مليون دولار في غضون 24 ساعة بعد الإعلان عن مرشحها لمنصب نائب الرئيس.
وغُير اسم لجنة حملة بايدن إلى هاريس عندما انسحب وأيّدها، وعلى الرغم من أن ترامب طعن في ذلك مع لجنة الانتخابات الفيدرالية، فمن غير المتوقع أن يؤثر تحديه على الانتخابات.
ما مصادر تمويل الحملات الانتخابية؟
يمول العديد من كبار المانحين مجموعات سياسية مستقلة مثل لجان العمل السياسي المستقلة، التي لا تخضع للحد الأقصى الذي حددته لجنة الانتخابات الفيدرالية للتبرعات المباشرة للحملات الذي يبلغ 6600 دولار للشخص الواحد، وهو المكان الذي لا يزال ترامب يتمتع فيه بميزة، على الأقل في الوقت الحالي، بحسب ما أوردت مجلة فوربس.
تُظهر ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية حتى 21 أغسطس آب أن لجان العمل السياسي المستقلة أنفقت ما يقرب من 167 مليون دولار لدعم هاريس منذ بداية يوليو تموز، بينما أنفقت لجان العمل السياسي ما يقرب من 55.2 مليون دولار لدعم ترامب خلال الفترة ذاتها.
تشير ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية إلى أن أكبر 10 لجان عمل سياسي تدعم ترامب جمعت مجتمعة ما يقرب من 329.4 مليون دولار منذ بداية العام، مقابل 256.6 مليون دولار جمعتها أكبر 10 لجان عمل سياسي تدعم هاريس، على الرغم من أن بعض لجان العمل السياسي لم تبلغ عن إجمالي جمع التبرعات الخاصة بها حتى نهاية الربع الأخير في 30 يونيو حزيران، لذلك ربما تكون لجان العمل السياسي المؤيدة لهاريس قد ضيقت هذه الفجوة بحلول الوقت الذي يتم فيه إصدار الإجماليات الفصلية التالية في أكتوبر تشرين الأول.
ولن يُعرف على وجه اليقين كيف سيتطابق جمع التبرعات للمرشحين بدءاً من سبتمبر أيلول حتى 20 أكتوبر تشرين الأول؛ لأن هذا هو الوقت الذي ستقدم فيه الحملات ملفاتها للجنة الانتخابات الفيدرالية عن المبلغ الذي جمعته هذا الشهر.
كم تجمع الأحزاب؟
يتفوق الديمقراطيون على الجمهوريين في جمع الأموال على مستوى الحزب، إذ أظهرت ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية حتى يوليو تموز أن اللجنة الوطنية الديمقراطية جمعت 385.5 مليون دولار في دورة الانتخابات هذه، بينما جمعت اللجنة الوطنية الجمهورية 331.1 مليون دولار.
يأتي هذا حتى مع تفوق الجمهوريين بشكل طفيف على الحزب الديمقراطي في الشهر الماضي، إذ جمعوا 30.94 مليون دولار والديمقراطيون 30.9 مليون دولار.
ومع ذلك، لا يزال لدى الديمقراطيين المزيد من الأموال النقدية في أغسطس آب، إذ احتفظوا بمبلغ 65.8 مليون دولار مقابل 30.9 مليون دولار للجمهوريين، ما أدى إلى محو ميزة النقد السابقة للحزب الجمهوري التي كان يتمتع بها في نهاية يونيو حزيران.
بعد أن تفوق الجمهوريون بفارق ضئيل في جمع الأموال في يوليو تموز، عاد الديمقراطيون في أغسطس آب وجمعوا 68.7 مليون دولار مقابل 40.4 مليون دولار للجمهوريين، ومع ذلك، لا يزال لدى الحزب الجمهوري المزيد من الأموال النقدية في متناول اليد في سبتمبر أيلول، مع 79.3 مليون دولار مقابل مبلغ نقدي بقيمة 50 مليون دولار للديمقراطيين.
لمن يتبرع المليارديرات؟
لقد أخرج المليارديرات دفاتر شيكاتهم لكلا المرشحين.
أكبر مانح لترامب هو وريث الملياردير تيموثي ميلون، الذي قدم 115 مليون دولار لدعم الرئيس السابق، بما في ذلك تبرع جديد بقيمة 50 مليون دولار للجنة العمل السياسي الكبرى «اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» التابعة لترامب في يوليو تموز.
ومن بين كبار مؤيدي ترامب من المليارديرات ليندا ماكماهون، زوجة قطب المصارعة فينس ماكماهون؛ والمدير التنفيذي للطاقة كيلسي وارن؛ مؤسسة شركة إيه بي سي سابلاي ديان هندريكس؛ وملياردير النفط تيموثي دان والمانحون المحافظون المعروفون ريتشارد وإليزابيث أويهلين.
كما دعم مؤسس شركة تسلا، إيلون ماسك، ترامب من خلال لجنة العمل السياسي الأميركية التي تم تشكيلها حديثاً، لكنه نفى التقارير التي تقول إنه سيتبرع بمبلغ 45 مليون دولار شهرياً للجنة العمل السياسي الفائقة.
في الجهة المقابلة، بعد أن اجتذب بايدن مليارديرات مثل مايكل بلومبرغ ومؤسس لينكد إن ريد هوفمان، حصلت هاريس بالفعل على دعم عدد من الأثرياء بنفسها، بما في ذلك المؤسس المشارك لشركة نتفليكس ريد هاستينجز، والمديرة التنفيذية السابقة لشركة ميتا شيريل ساندبرغ وميليندا فرينش غيتس.
كما وقع أكثر من 100 من المستثمرين في المشاريع على خطاب في 31 يوليو تموز يدعم ترشيح هاريس ويتعهدون بالتصويت لها، بما في ذلك مليارديرات مثل رجل الأعمال مارك كوبان والمستثمر فينود خوسلا ومؤسس شركة لويركيس كابيتال كريس ساكا.
فواتير ترامب القانونية
بالإضافة إلى مساعدة حملته، ساعد المتبرعون لترامب كذلك في تمويل فواتيره القانونية الشخصية من خلال لجنة العمل السياسي القيادية (Save America)، التي استُخدمت لدفع أتعابه القانونية مع تراكم القضايا المرفوعة ضده.
في البداية، قامت حملة ترامب بسحب الأموال من المتبرعين الصغار لصندوقه القانوني، وسحب 10 في المئة من كل دولار تم جمعه من خلال موقعه على الإنترنت لصالح (Save America)، وانتهى ذلك عندما انضم ترامب إلى اللجنة الوطنية الجمهورية في مارس آذار الماضي، لكن الرئيس السابق يطلب الآن المساعدة من المتبرعين الأكبر حجماً الذين يتبرعون للجنة جمع التبرعات المشتركة (ترامب 47)، وتذهب التبرعات لهذه اللجنة أولاً إلى حملة ترامب -بحد أقصى 6600 دولار لحملته وجهود إعادة فرز الأصوات- وما يصل إلى 5 آلاف دولار تذهب بعد ذلك إلى (Save America)، فقط بعد الوصول إلى هذا الحد الأقصى، ستذهب أي أموال متبقية إلى اللجنة الوطنية الجمهورية والأحزاب في الولايات.
ما أهمية التبرعات في الانتخابات؟
لقد أصبحت أموال التبرعات بمثابة شريان الحياة للحملات السياسية الأميركية، فهي مصدر شراء الإعلانات التلفزيونية والرقمية، وتمويل الموظفين في الولايات الرئيسية، وتُسهل سفر المرشحين، وتؤمن البيانات الحاسمة للوصول إلى الكتل الانتخابية المستهدفة.
كما أن مقدار المال الذي يمتلكه المرشح قد يحدد طول عمر حملته، فبالرغم من أن المال وحده لا يضمن الفوز بالانتخابات، بل الأصوات هي التي تفعل ذلك. لكن إذا لم يكن لدى المرشح المال الكافي فسوف يجد صعوبة في الفوز بالانتخابات.