استغرق الأمر ثلاثة أيام فقط حتى تراجع أحد الطرفين وانتهى الإضراب الذي كان من الممكن أن يشل موانئ الساحل الشرقي وساحل الخليج في الولايات المتحدة، مع تأثير محدود على الاقتصاد الأميركي.

عاد أعضاء نقابة عمال الشحن الدولية التي تمثل 50,000 عضو بموجب العقد مع تحالف الملاحة البحرية الأميركية، إلى العمل صباح الجمعة بعد أن توصل الطرفان إلى اتفاق حول الخلاف الرئيسي في الإضراب الذي بدأ صباح الثلاثاء، وهو حجم الزيادات في الأجور.

وكان الإضراب قد هدد بتعطيل سلاسل الإمداد، ما قد يؤدي إلى نقص في بعض السلع الاستهلاكية والإمدادات اللازمة للحفاظ على تشغيل المصانع الأميركية، كما أنه قطع مؤقتاً تدفق العديد من الصادرات الأميركية، ما عرَّض مبيعات بعض الشركات الأميركية في الخارج للخطر.

لكن الضرر كان محدوداً نسبياً، حيث استمر الإضراب ثلاثة أيام فقط، خاصة أن العديد من الشاحنين سارعوا إلى نقل بضائعهم عبر الموانئ قبل بدء الإضراب في الساعة 12:01 صباحاً يوم الثلاثاء، وهو الموعد النهائي الذي كان معروفاً منذ أشهر.

ما الذي يتضمنه الاتفاق؟

وافق تحالف الملاحة البحرية الذي يعمل تحت اختصار USMX، على زيادة قدرها 4 دولارات في الساعة لأعضاء النقابة على الأجر الأساسي الحالي البالغ 39 دولاراً في الساعة، وهي زيادة فورية بنسبة تزيد على 10%، وفقاً لشخص مطلع على الصفقة، ومن المقرر أن يحصل أعضاء النقابة على زيادات إضافية قدرها 4 دولارات في الساعة كل عام خلال مدة الاتفاق المؤقت البالغ ست سنوات، وبذلك سيزيد الأجر بمقدار إجمالي 24 دولاراً في الساعة خلال مدة العقد، أي بنسبة 62% إجمالاً.

كان أعضاء النقابة مستعدين لقبول زيادة قدرها 4 دولارات في الساعة قبل الإضراب، وفقاً لرئيس النقابة هارولد داغيت الذي تحدث أمام ميناء نيويورك ونيوجيرسي صباح الثلاثاء بعد بدء الإضراب، لكن عندما عرضت الشركة زيادة قدرها 3 دولارات في الساعة، رفضها بغضب وأطلق إضراباً هو الأول منذ عام 1977.

لكن يوم الخميس، وافقت USMX على زيادة عرضها، وانتهى الإضراب بسرعة.

العودة إلى الوضع الطبيعي سيستغرق بضعة أيام

ومع أن العمل استؤنف بسرعة، إلا أن استعادة التدفق الطبيعي للبضائع سيستغرق بعض الوقت، كانت تقديرات الخبراء في مجال اللوجستيات تشير إلى أن التعافي من كل يوم إغلاق للموانئ قد يستغرق ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام.

فعلى سبيل المثال، أعلن ميناء نيويورك ونيوجيرسي، وهو أكبر ميناء تأثر بالإضراب وثالث أكبر ميناء في الولايات المتحدة من حيث حجم الشحن، وميناء فرجينيا، أنهما سيغلقان أبوابهما أمام الشاحنات يوم الجمعة لمواصلة تنظيم الحاويات، وبدءاً من يوم السبت، ستسمح الموانئ بدخول الشاحنات إلى البوابات.

الخسائر الاقتصادية

قالت بيثان روني مديرة ميناء نيويورك ونيوجيرسي، يوم الجمعة، إن الهيئة خسرت ما بين 250 و300 مليون دولار يومياً خلال الإضراب الذي نظمه أعضاء رابطة عمال الموانئ الدولية.

وستستأنف عمليات تفريغ الحاويات من السفن في الساعة السابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة اليوم، وبالتالي يكون الميناء قد شهد أربعة أيام من عدم النشاط، وهذا يعني خسائر اقتصادية تقدر بنحو مليار دولار لميناء واحد.

يوجد حالياً 24 سفينة راسية تنتظر الدخول إلى ميناء نيويورك ونيوجيرسي لتفريغ حمولاتها بدءاً من صباح الجمعة، وتشمل هذه السفن أربع سفن سيارات وسفينة متخصصة و19 سفينة حاويات تحمل 35 ألف حاوية مستوردة من جميع أنواع السلع الاستهلاكية.

هناك 35 ألف حاوية إضافية على متن السفن القادمة إلى الميناء، ويستقبل الميناء في المتوسط ​​400 ألف حاوية شهرياً.

ليس من غير المعتاد أن يغلق ميناء لمدة يومين أو ثلاثة أيام بسبب العواصف، فقد أغلق ميناء نيويورك ونيوجيرسي لمدة خمسة أيام أو أكثر أثناء إعصار ساندي وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتمكن من التعافي بسرعة كبيرة، على حد قول روني.

هل يمكن أن يعود الإضراب؟

من المرجح أن يشكل الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخميس نهاية للإضراب، لكنه لا يغلق الباب أمام إضراب جديد في المستقبل، وسوف تحتاج اللغة النهائية في العقد الكامل، عند اكتماله، إلى التصديق عليها من قِبل أعضاء النقابة العاديين قبل أن يدخل حيز التنفيذ.

وإذا صوَّت الأعضاء ضد الاتفاق، فقد يبدأ الإضراب مرة أخرى، ومثل هذا الرفض لاتفاق العمل المؤقت ليس بالأمر غير المعتاد.

في الشهر الماضي فقط، توصلت الرابطة الدولية لعمال الماكينات وشركة بوينغ لصناعة الطائرات إلى اتفاق مبدئي، أوصى زعماء النقابات أعضاءها البالغ عددهم 33 ألفاً بقبوله، ووصف زعماء النقابات الاتفاق بأنه أفضل اتفاق تفاوضوا عليه على الإطلاق مع الشركة، لكن أعضاء النقابة صوتوا بالإجماع تقريباً لرفضه وظلوا مضربين منذ الثالث عشر من سبتمبر أيلول.

(كريس إيزيدور وفانيسيا يوركفيتش CNN)