قال مديرو الموارد البشرية إن بعض خريجي الكليات من الجيل «زد» غير مستعدين لمقابلات العمل أو يفتقرون إلى الاحترافية في أثناء مقابلات التوظيف، إنهم يحضرون الآباء إلى المقابلات الشخصية، ويرفضون تشغيل الكاميرا في أثناء المقابلات الافتراضية، ويستخدمون لغة غير لائقة، ويرتدون ملابس غير احترافية ويكافحون من أجل إجراء أي تواصل بصري.
وقال كبير مسؤولي الابتكار في منصة التوظيف «هاير فيو»، الدكتور ناثان موندراجون، إن «الأشخاص الذين يجرون مقابلات سيئة للحصول على وظائف أكثر انتشاراً اليوم».
وهناك العديد من العوامل التي أسهمت في هذه المشكلة، لقد جعل العصر الرقمي العديد من الأشخاص أقل خبرة في التفاعل مع البشر، وبالتالي أقل ارتياحاً في مقابلات العمل، وأضاف موندراجون أن احتياطات السلامة خلال جائحة كورونا جعلت الأمر أسوأ، ويتورط بعض الآباء بشكلٍ مفرط في الحياة المهنية لأبنائهم، والبعض الأخر لا يعلمونهم كيفية الإبحار في الحياة المهنية دون مساعدة.
ويعتقد بعض الباحثين عن الوظائف أن دورهم يقتصر على إجراء مقابلة العمل، ولكن كما قالت كبيرة مستشاري التوظيف في موقع ريسيمي بيلد، ستايسي هالر «مثل أي شيء آخر تريد النجاح فيه، فإن الحصول على وظيفة يتطلب أيضاً التحضير».
التحضير قبل مقابلة العمل
وأضافت هالر «قبل الحصول على مقابلة، تحتاج إلى التميز عن مئات المتقدمين الآخرين، ولديك نحو ست ثوانٍ لجذب انتباه مسؤول التوظيف باستخدام سيرتك الذاتية، لذا يجب أن تكون سيرتك الذاتية مقنعة وواضحة وبسيطة ومصممة خصيصاً للوظيفة، وتُسلّط الضوء على سبب كونك أفضل مرشح».
وتحذّر هالر من الأشخاص الذين تحصل منهم على النصيحة، فإذا كنت تعرف أشخاصاً يعملون في الشركة أو في صناعات مماثلة، فقد تكون استشارتهم أمراً جيداً، والأفضل أن يكونوا قريبين في السن، فعلى الرغم من النوايا الحسنة لجيل الآباء لكنهم ربما لم يجروا مقابلة للحصول على وظيفة منذ عقود، وقد اختلفت عملية التوظيف.
قم بإجراء بحثك
يرى الدكتور أستاذ علم النفس المؤسسي في جامعة سانت ماري في كندا، نيكولاس رولين أن أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها بعض المتقدمين للمقابلة هو طرح أسئلة بشأن أشياء كان من الممكن أن يجدوها بسهولة من خلال الصفحة الرئيسية لموقع الشركة على الويب.
يرى الخبراء أنه يجب عليك إجراء بحث شامل عن الشركة، يجب أن تكون قادراً على الإجابة عن أسئلة مثل: لماذا تريد العمل هنا؟ وكيف تسهم في تحقيق أهداف الشركة؟ بل يجب البحث عن الأشخاص الذين يجرون المقابلات، ومفاجأتهم في المقابلة بإثارة معلومات أكثر عمقاً بشأن الوظيفة أو أهداف المؤسسة، ويمكن أن تساعدك مواقع مثل لينكدإن أو غلاس دور في العثور على بعض هذه المعلومات.
اكتب إجاباتك مسبقاً
يمكنك الاستعداد للمقابلة من خلال كتابة قصص نجاحك في كل «متطلب من متطلبات الوصف الوظيفي»، عليك تحديد موقف ومهمة يجب إنجازها في كل متطلب، وعليك معرفة الإجراءات التي ستتخذها بمفردك أو كجزء من الفريق للقيام بالمهمة.
حضّر أسئلتك كلّها
يرى الخبراء أن أسئلتك مهمة بقدر أهمية إجاباتك، وهناك مقترحات لهذه الأسئلة: كيف يبدو يوم العمل؟ ماذا عن الأسابيع القليلة الأولى؟ هل المنصب جديد أم تركه شخص ما؟ كيف يقاس نجاح الموظف في أول ثلاثة أشهر؟ ما فوائد وتحديات العمل هنا؟ ما نوع فرص التدريب المتاحة؟ ما فرصة الترقية بعد عام؟ ما الأهداف قصيرة وطويلة المدى هنا؟
تقنيات في أثناء المقابلة
قال رولين إن الاسترخاء وتقنيات تنظيم التنفس مفيدة جداً إذا كنت تعاني التوتر قبل المقابلات.
ويرى الخبراء أن ارتداء ملابس احترافية للمقابلات الشخصية والافتراضية أمر مهم بغض النظر عما إذا كانت المقابلة للعمل في مطعم للوجبات السريعة أو وظيفة مكتبية، وحتى إذا كانت ثقافة الشركة مرتبطة بالأزياء غير الرسمية.
وقالت هالر «لقد أتيحت لهؤلاء الموظفين بالفعل الفرصة لإظهار أنهم يقومون بعمل رائع بمرور الوقت على الرغم من عدم رسمية ملابسهم، لكنهم لا يعرفونك بعد، وعليك ترك انطباع جيد يظهر الاحترام والجدية».
المكان الذي تجري فيه المقابلة مهم أيضاً، فيجب أن يكون خالياً من مظاهر التشتت والضوضاء قدر الإمكان، لذا تجنب الأماكن العامة.
ويرى الخبراء أن إيقاف تشغيل الكاميرا أمر غير مناسب بشكل عام، وقد يشير ذلك إلى أنك تخفي شيئاً أو تشعر بعدم الارتياح في التعامل مع الناس، ومعظم الوظائف تتطلب التعامل مع الناس.
إذا لم يكن لديك إجابة عن سؤال ما فاطلب من القائم بإجراء المقابلة إعادة صياغة السؤال أو أنك ترغب في الحصول على فرصة للتفكير إذا سمحوا لك بالعودة إليهم بإجابة، تُظهر هذه البدائل أنك قادر على التكيف.
عندما تُتاح لك الفرصة اسأل عما تريد، لكن موندراجون قال إن الأسئلة بشأن الراتب والمزايا والإجازات يجب أن تكون في نهاية المقابلة، هذه الأسئلة مهمة لجودة حياتك، وهو شيء يهتم به الجيل زد أكثر من الأجيال السابقة، وهو أمر رائع، لكن عليك أن تظهر أنك تهتم بالعمل أولاً، وطريقة السؤال مهمة أيضاً «هل يمكنك أن تخبرني عن حزم المزايا التي تقدمها الشركة للموظفين على هذا المستوى؟» هذا أفضل من «كم عدد أيام الإجازة التي أحصل عليها؟».
وفي النهاية، اسأل عما إذا كان هناك أي شيء آخر يمكنك تقديمه لإظهار أنك مرشح رائع لهذا المنصب، كما قال هالر «تريد دائماً إظهار اهتمامك».
بعد المقابلة
في غضون 24 ساعة بعد المقابلة أرسل رسالة بالبريد الإلكتروني تعبر عن امتنانك لوقت المحاور والفرصة، كما قال هالر، ولكن اعلم أن رسالتك هي أكثر من مجرد شكر، إنها أيضاً تذكير غير مباشر بتوظيفك.
إذا تلقيت مكالمة لإجراء مقابلة أخرى أو عرض عمل، فاستجب في أسرع وقت ممكن، كما قال الخبراء، حتى لو لم تعد مهتماً، فأنت لا تريد حرق أي جسور قد تحتاج إلى عبورها مرة أخرى في المستقبل.
إذا مر شهر أو شهران، فإن «عدم الرد منهم هو الرد»، كما قال هالر، «ولا يجب أن تعمل لدى شركات تعامل الأشخاص بهذه الطريقة».