السودان ضمن أعلى أربع دول من حيث سوء التغذية الحاد في العالم، بحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث يبلغ ضحاياه نحو 13.6 في المئة من السكان.

الوضع يعرض 230 ألفاً و700 من سكان السودان لخطر المجاعة، فضلاً عن انتشار الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا والملاريا والحصبة والحصبة الألمانية في المناطق المهددة.

وبحسب الأمم المتحدة، يحتاج السودان نحو 2.7 مليار دولار لإنقاذ ملايين المهددين والنازحين، وتم استقبال 51 في المئة منها أي نحو 1.4 مليار دولار.

حرب تسبب خسائر فادحة

وتتردى الأوضاع في السودان منذ اندلاع اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني أدت لنزوح ولجوء ملايين السودانيين، وأصبحت شاشات التلفزة تعرض صوراً وفيديوهات تزداد قسوتها مع مرور الوقت وتدهور الأوضاع بشكل مستمر.

أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ المصري وعضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالمجلس، أكد في اتصال مع CNN الاقتصادية أن «الوضع الاقتصادي متردٍ بشكل كبير في السودان، وعدم معالجة هذا الوضع سيؤدي إلى تعريض المواطنين السودانيين إلى خطر المجاعة».

وأضاف النائب المصري «الحروب تسبب حالة من عدم الاستقرار ولا توجد حلول واقعية مستدامة سوى إنهاء الحرب والعودة للاستقرار والهدوء لإنقاذ ملايين السودانيين، وتوفير الدواء والغذاء بمثابة مسكّن وليس علاجاً للأزمة».

حسابات الأمم المتحدة

ولكن الموظفين الأمميين لهم حسابات أخرى تتعلق بإيجاد حلول للوضع الراهن على الأرض، وهو ما دفع أشرف روكسي، المحامي المعني بشؤون اللاجئين والموظف السابق بالأمم المتحدة، للدعوة إلى «سرعة فتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة قبل فوات الأوان».

وأضاف روكسي في اتصال مع CNN الاقتصادية، من جامبيا بغرب إفريقيا، أن «بوادر المجاعة تخيم على السودان، وعدم تدارك هذا الوضع سيعصف بحياة الآلاف، وهو نتيجة طبيعية لحرب عبثية لا تضع في حسبانها سلامة المدنيين»، ويخشى الموظف الأممي السابق من انتشار الأمراض والأوبئة، ما سيسرع بإزهاق الكثير من الأرواح في فترة وجيزة لتخرج الأمور عن السيطرة.

ودعا التقرير إلى زيادة وجود عاملي المنظمات الإنسانية على الأرض، حيث إنه سيسمح بتقديم المساعدات الأساسية لإنقاذ حياة ملايين الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة في جميع أنحاء البلاد، ويساعد الوجود على الأرض في دعم المبادئ الإنسانية؛ ويمكن مراقبة عمليات التوزيع، وتمكين العاملين في المجال الإنساني من الاستجابة بسرعة للتغيرات في البيئة المتضررة من الصراع والقدرة على اتخاذ قرارات أكثر استنارة في الوقت المناسب، وتجنب الاستجابات القائمة على الافتراضات.

تسبب الصراع المستمر في السودان منذ 15 أبريل نيسان 2023 في نقص واسع النطاق في إمدادات الغذاء والمياه وخدمات الرعاية الصحية، ليترك أكثر من نصف السكان في حاجة لمساعدات إنسانية، ويشرد 8.1 مليون نازح داخل السودان، فضلاً عن 2.9 مليون خارج البلاد.

وقالت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إنّ عدد القتلى في السودان بلغ 20 ألف شخص على الأقل نتيجة الصراع، لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أعلى من ذلك بكثير، فيما قال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، إن عدد القتلى ربما وصل إلى 150 ألف شخص.

وحذّر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود، مع استمرار الحرب وتأخر قرار وقف إطلاق النار.