أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الخميس، خفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي ولكن بوتيرة أبطأ، في أول قرار للبنك المركزي عقب إعلان فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة في انتخابات 2024.

وقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض معدل الفائدة بواقع 25 نقطة أساس ليصل إلى النطاق 4.5-4.75 في المئة، بعد خفضه 50 نقطة أساس للمرة الأولى في أربعة أعوام ونصف العام في اجتماع سبتمبر أيلول الماضي.

وتأتي هذه الخطوة بعدما كشفت بيانات التضخم السنوي لشهر سبتمبر تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.4 في المئة، مسجلاً أدنى مستوياته منذ فبراير شباط 2021.

فوز ترامب والسياسة النقدية

أثارت عودة دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة مخاوف في السوق بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وسط قلق من تداعيات سياسات ترامب الاقتصادية على معدلات التضخم.

وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في منصة الاستثمار «هارجريفز لانسداون» في تعليق لشبكة CNN، «يعكس ارتفاع الدولار المشهود بعد فوز ترامب، توقعات بأن سياسات ترامب لخفض الضرائب ورفع الرسوم الجمركية ستدفع معدل التضخم إلى الارتفاع، ما يعني مزيداً من أسعار الفائدة المرتفعة في السنوات المقبلة».

من جانبه، قال هاني أبو عاقلة، كبير محللي الأسواق في شركة إكس تي بي، لـ«CNN الاقتصادية»، إن هذا يعني أن خفض الفائدة الأميركية سيكون أبطأ من المتوقع، وإذ كنا نتوقع أن يصل الفيدرالي إلى هدفه في منتصف 2026، سيعني ذلك الوصول إلى الهدف بنهاية 2026.

وهبطت توقعات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر كانون الأول المقبل إلى نحو 67 في المئة أمس الأربعاء، مقارنة بنسبة تجاوزت 75 في المئة منذ أسبوع، وفقاً لبيانات المتداولين على أداة فيد ووتش، في إشارة إلى تراجع التوقعات الخاصة باستمرار الاحتياطي الفيدرالي في تيسير السياسة النقدية.

في هذه الأثناء، تتجه أنظار الأسواق إلى المؤتمر الصحفي الذي يعقده رئيس البنك جيروم باول خلال نصف ساعة من الآن، بحثاً عن أي دلائل تتعلق بقرارات الفائدة المستقبلية وحجم التخفيضات المتوقعة خلال بقية عام 2024 الحالي.