أصبح الاتفاق على هدف جديد لتمويل قضايا المناخ خلال قمة المناخ كوب 29، أمراً على المحك مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأميركا، ففي وقتٍ يتوقع البعض عدم الوصول لإطار تمويلي جديد بشأن قضايا المناخ، يرى محللون أنه من المبكر قياس أثر ترامب على المفاوضات.

ويتوقع المحللون أن يتواصل الزخم الذي نشأ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 28، وأن تشهد القمة الجديدة تعزيز مبادرات التمويل اللازمة للتكيف مع تغيّر المناخ.

وبدأت قمة المناخ كوب 29 حالياً في أذربيجان وسط آمال دولية بالوصول لاتفاق حول هدف جديد بشأن تمويل المناخ.

ويقول تحليل ستاندرد آند بورز غلوبال، إن زعماء العالم يهدفون إلى التوصل لهدف جديد بشأن تمويل المناخ خلال قمة كوب 29، ليحل محل الاتفاق الذي حدث خلال قمة باريس كوب 21.

وخلال كلمته اليوم أكد الدكتور سلطان الجابر، رئيس كوب 28، وزير الصناعة والتكنولوجيا المقدمة الإمارات، أهمية اعتماد هدف جماعي جديد للتمويل في COP29، بما يعزز تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات كوب 28».

وخلال اتفاق باريس كوب 21 تعهدت الدول بوضع حد أدنى بقيمة 100 مليار دولار كمساعدات مناخية للدول النامية سنوياً، مع إعادة النظر في هذا التعهد خلال 2025 على أقصى تقدير.

وبحسب ستاندرد آند بورز، مع احتمال خروج ترامب من اتفاقية باريس للمرة الثانية، فإن أهداف قمة باكو ستكون موضع شك.

وخلال فترة ولايته الأولى انسحب ترامب من اتفاقية المناخ باريس 2015، ثم عادت أميركا للاتفاقية مرة أخرى في عهد جون بايدن.

وقالت ستاندرد آند بوزر إنه «في حين أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس سيكون له تأثير، فمن المرجح أن يكون للانسحاب من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ له تداعيات أكثر أهمية على كل من مفاوضات المناخ الدولية والعلاقات الجيوسياسية خارج نطاق المناخ».

إطار جديد لتمويل قضايا المناخ في كوب 29

يحث بريندان دوبري، الأستاذ المشارك في معهد بحوث كازاخستان للاستدامة، حكومات العالم على التحرك سريعاً لتأمين بعض التغييرات الخاصة بتمويل المناخ قبل وصول ترامب للسلطة رسمياً.

ويقول لـCNN الاقتصادية إن مدى تأثير انتخاب ترامب على مفاوضات كوب 29 سؤال يدور في أذهان الجميع، لذا لا بد من تحرك سريع خوفاً من عدم توافر الإرادة السياسية في المستقبل نتيجة تغير المناخ السياسي في واشنطن.

بينما يتوقع أندريه كوفاتاريو، الشريك المؤسس لمركز أبحاث الاقتصاد البيئي ECERA، أن تنتهي مفاوضات كوب 29 على إطار تمويلي عالمي أفضل.

ويضيف لـCNN الاقتصادية أن هذا من شأنه أن يواصل الزخم الذي نشأ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ كوب 28 وأن يعزز حتى لو لم يكن بالوتيرة المثالية، مبادرات التمويل اللازمة للتكيف والتخفيف في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة.

ويرى كوفاتاريو أنه من السابق لأوانه فهم مدى تأثير الإدارة الأميركية القادمة على تمويلات المناخ، لذا فسيكون من السابق لأوانه أيضاً التأثير على مفاوضات كوب 29 هذا العام، على الأقل ليس بشكل مباشر.

وسيكون الوفد الأميركي المفاوض خلال قمة كوب 29 من فريق إدارة الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، الذي كان داعماً لسياسات المناخ خلال فترة حكمه.

«سوف يذكر المندوبون الذين يذهبون إلى باكو أنفسهم بأن ترامب لم يتمكن من وقف التقدم العالمي في معالجة تغيّر المناخ خلال فترة ولايته الأولى؛ ولم يتمكن حتى من الناحية الفنية من الانسحاب من اتفاقية باريس»، حسبما ذكرت منظمة الطاقة ومعلومات المناخ.

وتعد الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم.

ويرجّح المحللون أن تُقلص إدارة ترامب الضوابط على انبعاثات الغازات الدفيئة في قطاعات الغاز والنفط والفحم والطاقة والسيارات، مع إعطاء الأولوية لزيادة الإنتاج المحلي من النفط.

معضلة تمويل قضايا المناخ

ولطالما ذكرت الدول النامية مراراً وتكراراً أنها غير قادرة على التعهد بمزيد من الإجراءات المناخية ما لم تحصل على أموال كافية من الدول المتقدمة، وفقاً لما تقوله ستاندرد آند بورز.

وبحسب تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية فإن العديد من الدول الناشئة والاقتصادات النامية تكافح من أجل تمويل مشاريع جديدة لمشروعات الطاقة النظيفة بسبب ارتفاع مستويات الديون والظروف المالية الصعبة.

وتشكّل التكلفة العالية لرأس المال أحد أهم الحواجز التي تحول دون انتقال للطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.

وسيتطلب سد فجوة التمويل زيادة التعاون الدولي بين البلدان وزيادة المشاركة النشطة مع أصحاب المصلحة الماليين من القطاعين العام والخاص من أجل فهم أفضل للعقبات التي تواجهها الاقتصادات المختلفة وتأثير هذه المخاطر على تكلفة رأس المال، بحسب تقرير الوكالة.