أصدر البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء مؤشره لبيانات الأجور المتفاوض عليها في منطقة اليورو للربع الثالث من عام 2024، ما أدى إلى تعقيد خطط البنك لخفض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم.

وأظهرت البيانات أن الأجور المتفاوض عليها في منطقة اليورو تسارعت بوتيرة سنوية بلغت 5.42 في المئة في الربع الثالث من عام 2024 بعد أن نمت بنسبة 3.54 في المئة في الربع الثاني من هذا العام، وهي أعلى زيادة منذ الربع الأول من عام 1993.

يتوقع البنك المركزي الأوروبي تباطؤ نمو الأجور على مدى العامين المقبلين 2025 و2026، لكن الزيادات الكبيرة في الأجور جاءت مدفوعة ببيانات ألمانيا، حيث ارتفعت الأجور بنسبة 8.8 في المئة في الربع الثالث حسب ما أفاد البنك المركزي الألماني يوم الثلاثاء، الأمر الذي قد يحد من نطاق خفض أسعار الفائدة في المستقبل.

هناك مخاوف من أن ارتفاع الأجور هذا قد يخفف من التوقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير في عام 2025، ففي حين أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن المزيد من التخفيضات من المرجح أن تكون بسبب ضعف النشاط الاقتصادي، يحذر بعض المسؤولين من التحركات السريعة، نظراً لضغوط الأجور المستمرة في قطاع الخدمات.

وقال الخبير الاقتصادي في جي بي مورغان غريغ فوزيسي «لا تزال توقعاتنا تشير إلى أن نمو الأجور في منطقة اليورو سوف يتباطأ بشكل ملحوظ العام المقبل مع تلاشي تأثيرات إجراءات التحكم بالتضخم»، وأضاف «نظراً لأن التضخم الرئيسي أصبح الآن أقل بكثير، فإن نمو الأجور الاسمية سوف يعاد ضبطه أيضاً عند مستويات أدنى في المستقبل بمجرد تعافي الأجور الحقيقية بشكل كافٍ».

كانت سوق العمل في منطقة اليورو هي الصداع الأكبر للبنك المركزي الأوروبي في محاولته ترويض ارتفاع الأسعار النادر.

ووصلت البطالة لأدنى مستوى لها على الإطلاق وتستمر الشركات في توظيف العمال على الرغم من النمو الاقتصادي الهزيل على أمل الاحتفاظ بقوة عاملة كاملة مع الاعتماد على التعافي في نهاية المطاف.

ففي حين اعترف البنك المركزي الأوروبي منذ فترة طويلة بضرورة تعديل الأجور، فقد دعا أيضاً إلى الاعتدال لأن المدفوعات المفرطة يمكن أن تزيد من التضخم، ما يخلق حلقة مفرغة ذاتية التعزيز.

لكن التضخم انخفض بشكل أسرع مما توقعه معظم الناس، ومن المتوقع الآن أن يعود نمو الأسعار إلى 2 في المئة ربما في أوائل عام 2025 حيث تمتص الشركات بعض الزيادات في الأجور من خلال انخفاض الأرباح وكانت زيادات الأسعار للسلع المستوردة والطاقة منخفضة بشكل خاص أيضاً.

لقد ضعفت ضغوط الأسعار كثيراً لدرجة أن بعض صناع السياسات يخشون حتى إن البنك المركزي الأوروبي قد يقل عن هدف التضخم البالغ 2 في المئة، ما يتطلب انخفاض أسعار الفائدة إلى مستويات منخفضة للغاية.

ومن المقرر أن تتحدث رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد اليوم 13:00 بتوقيت غرينتش في مؤتمر البنك المركزي الأوروبي حول الاستقرار المالي والسياسة الاحترازية الكلية 2024 في فرانكفورت بألمانيا.