وصف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، يوم الثلاثاء خطة خلفه دونالد ترامب الاقتصادية بأنها «كارثة»، وذلك في خطاب سلط الضوء فيه على إرثه خلال فترة رئاسته.
وقال بايدن إن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على الواردات كانت «خطأً كبيراً»، ودعا الجمهوريين إلى التخلي عن اقتراحاتهم بخفض الضرائب.
جاء خطاب الرئيس الذي يوشك على مغادرة منصبه بعد أن فاز ترامب بولاية ثانية استناداً إلى غضب الناخبين الأميركيين من ارتفاع تكاليف المعيشة تحت إدارة الديمقراطيين.
وقال بايدن في خطابه في معهد بروكينغز في واشنطن «أدعو الله أن يتخلى الرئيس المنتخب عن مشروع 2025، أعتقد أنه سيكون كارثة اقتصادية لنا وللمنطقة»، في إشارة إلى خطة المحافظين لإدارة ثانية لترامب.
وأثناء معاناته من نزلة برد جعلته يسعل بشكل متكرر، قال بايدن إن المستهلكين الأميركيين سيتحملون تكلفة الرسوم الجمركية التي تعهد ترامب بفرضها على جارتَي الولايات المتحدة المكسيك وكندا، وعلى منافستها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الصين.
وتعد هذه الدول الثلاث أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة.
وأضاف بايدن «أعتقد أن هذه المقاربة خطأ كبير».
الرئيس الظل
كانت إدارة البيت الأبيض اعتبرت خطاب بايدن «عنواناً رئيسياً لإرثه الاقتصادي» حيث يولي بايدن البالغ من العمر 82 عاماً اهتماماً بالكتب التاريخية مع بقاء أقل من ستة أسابيع في منصبه.
وكان بايدن قد انسحب من سباق الانتخابات لعام 2024 ضد ترامب في يوليو بسبب مخاوف تتعلق بعمره، ومرر شعلة القيادة إلى نائبته كامالا هاريس، التي هزمها ترامب في الانتخابات التي جرت في نوفمبر.
ورغم أن تنصيب ترامب لن يتم إلا في 20 يناير، فإنه أصبح بالفعل ما يشبه «الرئيس الظل»، حيث يعلن مواقف بشأن الاقتصاد والسياسة الخارجية ويتلقى التحيات من زعماء العالم.
ومن جانبه، حافظ بايدن على ظهور منخفض نسبياً بعد الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر، لكنه خرج للدفاع عن سجله في خطاب أمام جمهور من الاقتصاديين.
وقارن بايدن «خطة اقتصاده من أسفل إلى أعلى ومن الوسط إلى الخارج» بما وصفه بوعد ترامب الفاشل بـ«اقتصاد تدفق الثروات» الذي يفترض أن يساعد خفض الضرائب على الأثرياء في زيادة الدخل للجميع.
كما استعرض بايدن إنجازات مثل تعافي الاقتصاد الأميركي من جائحة كوفيد-19 واستثماراته الضخمة في التكنولوجيا والصناعة الخضراء.
وقال بايدن «الرئيس المنتخب ترامب سيحصل على أقوى اقتصاد في التاريخ الحديث، وهو محطّ إعجاب العالم».
لكن الرئيس المنتهية ولايته أشار إلى أنه يأسف لعدم توقيعه على شيكات التحفيز الاقتصادي المتعلقة بكوفيد التي تم إرسالها للأميركيين، مثلما فعل ترامب.
وقال «تعلمت أيضاً شيئاً من دونالد ترامب، هو وقّع شيكات للناس بـ7400 دولار»، وأضاف: «أما أنا، فلم أفعل ذلك، كان هذا غباءً!».
وانتهى بايدن من خطابه بدعوة أوسع للقيادة الأميركية في عالم مضطرب، رغم أن ترامب أشار مراراً إلى نيته اتباع سياسة انعزالية أكثر، مضيفاً «إذا لم نقم بقيادة العالم، فمن سيقوده؟ من يجمع أوروبا؟ من يحاول جمع الشرق الأوسط؟».
(أ ف ب)