تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في وقت متأخر من يوم الجمعة بإلغاء التوقيت الصيفي في أميركا، مشيراً إلى أن هذا الإجراء الخاص بتغيير الساعة بين الفصول قد فقد جدواه.
وقال ترامب في منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إكس -تويتر سابقاً- «سيبذل الحزب الجمهوري قصارى جهده لإلغاء التوقيت الصيفي الذي يتمتع بقاعدة انتخابية صغيرة ولكنها قوية، ولكن لا ينبغي له ذلك! التوقيت الصيفي غير مريح ومكلف للغاية لأمتنا».
تاريخ التوقيت الصيفي في أميركا
بدأته المناطق الزمنية في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر لمساعدة شركات السكك الحديدية على التنسيق على مدار الوقت وتقليل احتمالية اصطدام القطارات بسبب الاختلافات في كيفية الحفاظ على الوقت، قبل ذلك كان هناك أكثر من 144 منطقة زمنية محلية في أميركا الشمالية.
اقترح بنيامين فرانكلين شكلاً من أشكال التوقيت الصيفي في عام 1784 عندما كتب مقالته الساخرة «مشروع اقتصادي لتقليل تكلفة الضوء» لمجلة باريس، وقال وقتها إن الباريسيين يمكنهم توفير تكلفة الشموع من خلال الخروج من السرير في وقت مبكر من الصباح والاستفادة من ضوء الصباح الطبيعي بدلاً من ذلك، ووفقاً لحساباته فإن إجمالي المدخرات التي سيوفرها مواطنو باريس تعادل تقريباً 200 مليون دولار اليوم.
وفي عام 1918 بدأت لجنة التجارة بين الولايات أول حالة للتوقيت الصيفي في أميركا للمساعدة في الحفاظ على الوقود والطاقة خلال الحرب العالمية الأولى، كانت الفكرة هي أن تحويل الوقت للحصول على المزيد من ساعات النهار من شأنه أن يقلل من الحاجة إلى الإضاءة، بعد انتهاء الحرب أُلغي التوقيت الصيفي على المستوى الوطني واستمرت بعض الولايات في تطبيقه.
خلال حظر النفط عام 1973 من قبل منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك) وفي محاولة للحفاظ على الوقود أصدر الكونغرس فترة تجريبية للتوقيت الصيفي على مدار العام بدءاً من 6 يناير كانون الثاني 1974، وتنتهي في 27 أبريل نيسان 1975، وكانت التجربة محل جدال شديد.
هل هناك فوائد للتوقيت الصيفي؟
كانت هناك العديد من الدراسات بشأن تأثير التوقيت الصيفي على الناس والاقتصاد.
في عام 1974 لم تجد دراسة أجرتها وزارة النقل الأميركية بشأن التوقيت الصيفي أي فرق قاطع في استخدام الطاقة أو الجريمة أو أوقات السفر أو التجارة أثناء تحول الوقت، كان التقرير المنفصل بشأن ما إذا كانت الممارسة تزيد من الوفيات المرورية التي تنطوي على أطفال المدارس، غير حاسم.
في عام 2008، أظهرت دراسة أجرتها وزارة الطاقة أن استهلاك الطاقة انخفض بنسبة 0.02 في المئة بسبب التوقيت الصيفي، كما أظهرت الدراسة عدم وجود «تأثير ملموس» على استهلاك غاز المركبات.
ووجدت دراسة أكاديمية مقتبسة في تقرير خدمة أبحاث الكونغرس أدلة على زيادة بعض النوبات القلبية أثناء التحول إلى أو خارج التوقيت الصيفي.
لاحظ الباحثون ارتفاع معدلات النوبات القلبية وحوادث مكان العمل وانخفاض الإنتاجية بعد تحول الربيع -بداية تطبيق التوقيت الصيفي في مارس من كل عام- ما يحرم الأفراد من ساعة من النوم، قدر تحليل عام 2016 أن تغيير الوقت كلف الاقتصاد الأميركي 434 مليون دولار.
حتى إن الخبير الاقتصادي ويليام شوجارت اقترح أن فعل إعادة ضبط الساعات يتسبب في خسارة إنتاجية قدرها 1.7 مليار دولار سنوياً.
ويطبق التوقيت الصيفي في جميع الولايات الأميركية باستثناء أريزونا وهاواي يبدأ عادة في مارس ويستمر حتى نوفمبر من كل عام.
ويطبق التوقيت الصيفي في العديد من البلدان الأخرى بما في ذلك معظم دول أوروبا ومنغوليا وأستراليا ونيوزيلندا ومصر والبرازيل وتشيلي وباراغواي وكوبا وهايتي.