مع تصاعد التحديات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية العالمية، تواصل الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات التوسع لتشمل مجالات جديدة ومؤثرة.

وأكدت لوسي بيرجر، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات لـCNN الاقتصادية، على هامش قمة رأس الخيمة للاستثمار والأعمال أن هذه الشراكة ترتكز على قيم مشتركة من التعاون والابتكار، وتمثل نموذجاً للتكامل الإقليمي والدولي.

الاقتصاد في الصدارة.. تعزيز التجارة والاستثمار

في عام 2023، تجاوزت التجارة الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والإمارات حاجز الـ90 مليار يورو، ما جعل الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات وأكبر مستثمر فيها.

ووصفت بيرجر هذا الإنجاز بأنه يعكس قوة العلاقة بين الجانبين، كما أشارت إلى أن هناك خططاً طموحة لزيادة الانفتاح التجاري وتطوير السياسات المشتركة لدعم النمو الاقتصادي في المستقبل، وأوضحت أن التعاون يمتد أيضاً إلى ضمان استدامة سلاسل الإمداد العالمية، في ظل إطلاق الاتحاد الأوروبي عملية EUNAVFOR Aspides، وهي عملية بحرية تهدف إلى حماية الشحنات التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ما يعزز الأمن البحري ويضمن حرية الملاحة.

الابتكار والتقنيات الناشئة.. وجهة جديدة للشراكة

مع تزايد التركيز العالمي على التكنولوجيا المستدامة، تظهر الإمارات كحليف رئيسي للاتحاد الأوروبي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر.

وأكدت بيرجر أن الشراكة تمتد إلى تطوير أطر تنظيمية مشتركة، والاستفادة من خبرات الاتحاد الأوروبي في تمويل المشاريع الخضراء من خلال البنك الأوروبي للاستثمار.

وأضافت أن هناك مبادرات طموحة للتعاون في الذكاء الاصطناعي، لا سيما في إدارة المخاطر وتعزيز البحث المشترك، إلى جانب مشاريع مشتركة في إفريقيا لدعم التنمية المستدامة.

التحديات الأمنية.. العمل من أجل السلام والاستقرار

وأشارت بيرجر إلى التعاون الوثيق بين الاتحاد الأوروبي والإمارات في مواجهة الأزمات الإقليمية، مشيدةً بالجهود المشتركة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر ممر بحري من قبرص.

، وأوضحت أن الشراكة بين الجانبين تشمل مبادرات طويلة الأمد لإعادة الإعمار وحفظ السلام، إلى جانب تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.

القمة الافتتاحية بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي

شكلت القمة الافتتاحية بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، التي عُقدت في بروكسل يوم 16 أكتوبر 2024، حدثاً تاريخياً جمع قادة الجانبين لأول مرة.

وقالت بيرجر إن هذه القمة أكدت أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات المشتركة.

وأبرزت القمة مجالات التعاون المستقبلي، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة، والأمن الإقليمي، والمناخ، حيث شدد القادة على ضرورة تبني نهج مشترك لمواجهة القضايا الجيوسياسية والاقتصادية.

اختتمت بيرجر حديثها بالتأكيد أن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والإمارات تتجاوز المصالح الاقتصادية، حيث تعكس التزاماً مشتركاً بتعزيز الابتكار والاستدامة والسلام الإقليمي.

وأكدت «نحن نؤمن بأن هذه الشراكة تمثل نموذجاً للتعاون الذي يمكن أن يلهم العالم».