بعدما أثارت وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المؤيدة للأعمال التجارية بإلغاء القيود التنظيمية وخفض الضرائب، حماس المستثمرين لشراء المزيد من الأسهم لضمان الربحية السلسة، جاءت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لتضرب بهذا الحماس عرض الحائط.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التضخم سيظل أعلى من المتوقع العام المقبل، ما يغير خطط البنك المركزي للعام المقبل التي تنطوي على خفض الفائدة مرتين فقط بدلاً من ثلاث مرات المخطط لها في سبتمبر الماضي.
وخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة للمرة الثالثة مساء أمس في اجتماعه الأخير لهذا العام بنحو 25 نقطة أساس ليصبح سعر الفائدة 4.25- 4.5 في المئة.
وعلى إثر التصريحات الأخيرة، انخفضت الأسهم التي كانت تتلون بالأخضر منذ فوز ترامب بالبيت الأبيض، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3 بالمئة، وخسر مؤشر داو جونز أكثر من 1100 نقطة، ليهبط للجلسة العاشرة على التوالي في أطول سلسلة خسائر منذ عام 1974.
قال المدير الإداري وكبير استراتيجيي السوق لدى بي رايلي للاستثمارات، آرت هوجان «إن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة والتضخم كانت بمثابة لكمة في وجه السوق، ولقد أثار ذلك ذعر الجميع».
ومحي ارتفاع سوق الأسهم بعد فوز ترامب بالانتخابات الأميركية بالكامل تقريباً، وكان مؤشر داو جونز قد ارتفع بنحو 2800 نقطة منذ فوز ترامب لم يبقَ منها بنهاية يوم الأربعاء سوى 100 نقطة في انزلاق ملحمي.
وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قدم يوم الأربعاء التخفيض الذي طال انتظاره بمقدار ربع نقطة والذي كان المستثمرون يعتمدون عليه، فإن المتداولين أصيبوا بصدمة شديدة بسبب توقعات محافظي البنوك المركزية لعام 2025.
تصريحات باول أكبر تأثيراً من وعود ترامب
كان المستثمرون ينتظرون أرباحاً كبيرة من الاستثمار في وول ستريت في السنوات الأربع المقبلة، على إثر وعود ترامب بتخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية.
لكن لم يحدث ذلك، إذ إن تركيز المستثمرين يتحول الآن إلى حقيقة كيف يمكن لمقترحاته السياسية، بما في ذلك التعريفات الجمركية الواسعة النطاق، أن تؤثر سلباً على الاقتصاد وكيف سيتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي الاستجابة نتيجة لذلك.
إذ تأتي سياسات ترامب المتعلقة بالتعريفات والترحيل الجماعي دافعة بالتضخم إلى الارتفاع، ما يؤدي إلى توقف حملة خفض أسعار الفائدة التي يشنها بنك الاحتياطي الفيدرالي، التي من شأنها أن تهبط من مكاسب سوق الأسهم.
وقال كبير استراتيجيي الاستثمار لدى (سي إف آر إيه ريسيرش) CFRA Research، سام ستوفال «بدلاً من تأخير البيع حتى أوائل عام 2025، قرر المستثمرون أنه قد يكون من الأفضل البدء في جني بعض الأرباح الآن».
من المقرر أن ترتفع الأسهم إلى حد ما يوم الخميس، ربما تكون سلسلة الخسارة الملحمية قد اقتربت من نهايتها، ولكن يبدو أن معنويات المستثمرين عادت إلى وضعها الطبيعي، وفي المستقبل ربما يولون اهتماماً أكبر لبنك الاحتياطي الفيدرالي مقارنة بترامب.
وقال كبير استراتيجيي الاستثمار في إدارة الثروات في بنك يو إس، روب هوورث «يتمتع بنك الاحتياطي الفيدرالي بسلطة تحريك الأسواق على عكس أي مؤسسة أخرى في أميركا».
(إليزابيث بوخوالد وديفيد غولدمان، CNN)