التغيّر المناخي.. فرصة إفريقيا الضائعة لجذب استثمارات وتنمية القارة

التغير المناخي.. فرصة أفريقيا الضائعة لجذب استثمارات وتنمية القارة
التغير المناخي.. فرصة أفريقيا الضائعة لجذب استثمارات وتنمية القارة
التغير المناخي.. فرصة أفريقيا الضائعة لجذب استثمارات وتنمية القارة

تفيض قارة إفريقيا بموارد طبيعية قد تجعلها مصدراً رئيسياً للطاقة الجديدة والمتجددة في العالم، لكن ضعف الاستثمارات القادمة للقارة لا يزال يمثّل عائقاً كبيراً.

ومع تزايد الاهتمام بقضايا التغيّر المناخي، فإن إفريقيا لديها فرصة ذهبية؛ إذ توفّر القارة فرصاً استثمارية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة بقيمة تصل إلى 200 مليار دولار بحلول 2030، بحسب محللون تحدثوا إلى «CNN الاقتصادية».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويمكن لإفريقيا ألّا تلعب دوراً كبيراً في التحول الطاقي عالمياً فقط، ولكن يمكنها أن تساعد نفسها أيضاً على معالجة فجوات الوصول إلى الطاقة في المجتمعات الإفريقية المحرومة.

الطاقة المتجددة في قارة إفريقيا

تتمتّع إفريقيا بوفرة كبيرة في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ورغم هذه المصادر الكبيرة، فإن حصتها من الاستثمارات الجديدة في الطاقة المتجددة شكّلت 2 في المئة من إجمالي الاستثمارات العالمية في هذا القطاع خلال 10 سنوات (2010 إلى 2020) لتبلغ نحو 60 مليار دولار من 2.841 تريليون دولار استثمارات عالمية خلال الفترة نفسها، وفقاً لتقرير من اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بالأمم المتحدة.

ومع قلة الاستثمارات في الطاقة المتجددة الداخلة للقارة الإفريقية، ذهب 90 في المئة من هذه الاستثمارات إلى 14 دولة فقط داخل القارة من أصل 54 دولة في إفريقيا.

التغيّر المناخي.. فرصة إفريقيا الضائعة لجذب استثمارات وتنمية القارة

وفي عام 2023 تعافت الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة بقارة إفريقيا لتبلغ 12 مليار دولار، لكنها تظل أقل بكثير من الإمكانات والاحتياجات الحقيقية للمنطقة، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الدولية.

ووفقاً لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فإن الاستثمارات المتعلقة بالطاقة المتجددة تذهب إلى الاقتصادات المتقدمة نسبياً في القارة، فمثلاً تلقّى الجنوب الإفريقي وحده نحو 22.4 مليار دولار أو 40 في المئة من إجمالي الاستثمار في الطاقة المتجددة خلال الفترة من 2010-2020.

وأعقب ذلك شمال إفريقيا التي اجتذبت 17.5 مليار دولار أو 32 من المجموع الاستثمارات التي ذهبت إلى إفريقيا، وتركزت هذه الاستثمارات في المغرب ومصر.

وعلى مدى العقد الماضي، نمت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقوة في إفريقيا، بمعدل متوسط سنوي قدره 44 في المئة و21 في المئة على التوالي، مع توسع بعض البلدان في إنشاء عدد من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

فرص استثمارية واعدة في الطاقة المتجددة

يمثّل انخفاض الاستثمارات عائقاً رئيساً أمام إفريقيا للاستفادة من مواردها الطبيعية الهائلة، ويرجّح تقرير اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بالأمم المتحدة بأن أسباب الانخفاض هو عدم كفاية المشاريع الجاهزة للاستثمار ونقص المشروعات في القارة، بجانب المخاطر الاقتصادية التي تحيط باقتصادات بعض بلدان القارة.

وتقول نيفيده داس تي، محلل أول الطاقة المتجددة والطاقة في بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، لـ«CNN الاقتصادية»، إن حجم الفرص الاستثمارية من مصادر الطاقة المتجددة الجديدة في إفريقيا، مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح، يبلغ 200 مليار دولار محتملة بحلول عام 2030.

وتُضيف أن الموارد المتجددة الهائلة في القارة لديها القدرة على تحويل أسواق الطاقة العالمية والمساهمة في الاستدامة الإقليمية طويلة المدى.

وتوفّر إفريقيا فرصاً استثمارية واعدة كجزء من الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة، مع مشروعات لا تزال قيد الإعداد تتراوح بين 360 مشروعاً مستداماً مستمراً وملتزماً بقيمة نحو 100 مليار دولار في مجالات الطاقة واللوجستيات والتعدين والبناء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ووفقاً للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة، تُسلّط المشاريع المؤقتة التي تبلغ قيمتها 257 مليار دولار في القطاعات نفسها الضوء على إمكانات إفريقيا في الأعمال التجارية الخضراء.

أبرز الفرص الاستثمارية في إفريقيا

تُعدّ أبرز الدول التي لديها مشروعات كبيرة في الطاقة المتجددة داخل قارة إفريقيا هي مصر والمغرب والجزائر وتونس وجنوب إفريقيا.

وتقول نيفيده داس تي، إن هذه البلدان تمثّل معظم المبلغ المحتمل للاستثمار البالغ 200 مليار دولار بحلول 2030.

وتضيف أن السبب وراء هيمنة هذه البلدان على الاستثمارات في هذا المجال يمكن أن يُعزَى في المقام الأول إلى السياسات الوطنية القوية والأطر التنظيمية التي تشجع تنمية الطاقة المتجددة.

ولدى دول شمال إفريقيا مثل المغرب وتونس ومصر فرص لوضع جيد لتصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا، إذ يمكن نقل الطاقة الشمسية من منطقة الساحل إلى أوروبا عبر خطوط التيار المباشر عالي الجهد.

وتقول محللة الطاقة المتجددة والطاقة في بشركة «ريستاد إنيرجي»، إنه يمكن أن تساعد تجارة الطاقة عبر القارات على تنويع إمدادات الطاقة في أوروبا مع الاستفادة من إفريقيا اقتصادياً.

فرصة لإضاءة إفريقيا

وستمثل فرصة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة ليس فقط فرصة لجذب استثمارات، ولكن أيضاً لمعالجة فجوات الوصول إلى الطاقة في المجتمعات الإفريقية المحرومة، ما يوفّر الكهرباء لملايين الأشخاص الذين يفتقرون حالياً إلى طاقة موثوقة.

وتبلغ قدرة توليد الكهرباء في القارة الإفريقية 256 غيغاوات حتى عام 2023، ويمثّل هذا حصة متواضعة من القدرة العالمية، إذ لا تتجاوز بين 4 و5 في المئة من الإنتاج العالمي. وعلى الرغم من ذلك، فإن سكان إفريقيا يقتربون من 20 في المئة من إجمالي سكان العالم.

وتشير البيانات إلى أن ما يقرب من 600 مليون شخص يفتقرون الحصول على الكهرباء في القارة.

وبحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة فإن الطاقة المتجددة تشكل 23 في المئة من إجمالي قدرة الطاقة في إفريقيا وينتج النصيب الأكبر منها عبر الطاقة الكهرومائية، التي كانت تاريخياً مصدراً رئيسياً للكهرباء في العديد من دول القارة.

تحديات الاستثمار بالطاقة المتجددة في إفريقيا

لا تزال العديد من الدول الإفريقية تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لدعم نشر الطاقة المتجددة على نطاق واسع.

وتقول محللة الطاقة المتجددة والطاقة في بشركة «ريستاد إنيرجي»، إنه من الضروري توسيع وتحديث شبكة الطاقة، إلى جانب تطوير أنظمة تخزين الطاقة حتى تتمكن أكثر من جذب الاستثمار.

كما لا يزال الحصول على رأس المال يشكّل تحدياً في بعض البلدان الإفريقية، ولا سيما بالنسبة لمشاريع الطاقة المتجددة الصغيرة والمتوسطة الحجم، خاصة أن بعض البلدان تعاني مشكلات اقتصادية متفاقمة تؤثّر في ولجها إلى لأسواق رأس المال.

وبحسب نيفيده داس تي، فإن عدم اليقين التنظيمي والافتقار إلى السياسات الداعمة والعقبات البيروقراطية قد يؤدي إلى إعاقة الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وتنصح تي الدول الإفريقية بتبسيط الأنظمة وتقديم دعم يتسق يسهم في اجتذاب الاستثمار.