أميركا في عهد ترامب.. إنكار مناخي يقود العالم إلى المجهول

أميركا في عهد ترامب.. إنكار مناخي يقود العالم إلى المجهول (شترستوك)
أميركا في عهد ترامب.. إنكار مناخي يقود العالم إلى المجهول
أميركا في عهد ترامب.. إنكار مناخي يقود العالم إلى المجهول (شترستوك)

في وقتٍ يرفع فيه العالم وتيرة المواجهة مع التغيّر المناخي، تتجه أميركا بقيادة إدارة الرئيس ترامب في الاتجاه المعاكس وبخطى متسارعة؛ فالإدارة الحالية لا تكتفي بالتشكيك في العلم، بل تقود حملة شاملة لإزالة قضية المناخ من الأجندة الفيدرالية، في خطوة يعتبرها الخبراء أخطر بكثير من مجرد إنكار علمي، حسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.

في أقل من عام، فصلت الإدارة الأميركية بفصل أكثر من 500 عالم من «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» (NOAA)نووا، وأوقفت الميزانية المخصصة لأبحاث المناخ والطقس.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

كما أعلنت نيتها إغلاق مرصد هاواي، الذي يُعدُّ من أقدم المراصد لمتابعة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ عام 1958.

وبينما شهدت الولايات المتحدة 27 كارثة مناخية كّلفت كل منها أكثر من مليار دولار في العام الماضي فقط، قررت الحكومة التوقف عن رصد كلفة هذه الكوارث.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

فيما تم تقليص أدوار «وكالة إدارة الطوارئ» (FEMA) وإلغاء برامج دعم المجتمعات قبل الكوارث، ما ترك مدناً بأكملها، مثل «كايڤ سيتي» في ولاية أركنساس، من دون مساعدات بعد إعصار دمّر عشرات المنازل.

لا يتوقف الأمر عند الاستجابة للكوارث، بل يمتد إلى التراجع عن تنظيم الانبعاثات، إذ تسعى الإدارة إلى إلغاء القيود على الانبعاثات من السيارات والمصانع، في وقتٍ تمثل فيه وسائل النقل المصدر الأكبر لانبعاثات الغازات الدفيئة في البلاد.

وفي خطوة أثارت غضب المستثمرين، أوقفت الحكومة مشروع مزرعة رياح قبالة سواحل نيويورك، رغم حصوله على جميع التصاريح واستكمال 30 في المئة من أعماله.

وفي حين تتجه دول كالسعودية والصين والاتحاد الأوروبي نحو استثمارات ضخمة في الطاقة النظيفة، أعلنت أميركا سحب تمويلات بقيمة 15 مليار دولار من مشاريع الطاقة المتجددة، وأوقفت الموافقات على مشروعات الرياح البحرية.

بخروجها رسمياً من اتفاق باريس للمناخ، أصبحت أميركا الدولة الوحيدة في العالم التي تتراجع بشكلٍ منهجي عن التزاماتها المناخية، ما يثير القلق حول مستقبل الجهود العالمية لتفادي ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية.

يحذّر الخبراء من أن الانسحاب من المعركة المناخية ليس مجرّد قرار سياسي، بل هو تهديد طويل الأمد لمصداقية أميركا، ولأمنها الاقتصادي والاجتماعي، ولحياة الملايين داخلها وخارجها.