توقع عدد من محللي قطاع النفط والطاقة استجابة أسعار النفط العالمية بشكل فوري مع ارتفاع حاد في علاوة المخاطر الجيوسياسية، لترتفع الأسعار بشكل كبير حال شن إسرائيل ضربات على منشآت نووية إيرانية. وذكرت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مطلعين أن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن
إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأضافت الشبكة نقلاً عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية بشأن ما إذا كان الإسرائيليون سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات على
إيران.
ارتفاع أسعار النفط
يقول النائب الأول للرئيس في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، جورج ليون، إن أنباء عن تحضير إسرائيل هجوماً على منشآت نووية إيرانية زادت من ضغط ارتفاع الأسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء، «لكن هذا السيناريو مستبعد في الوقت الحالي، حيث تُجري الولايات المتحدة وإيران مناقشات رفيعة المستوى للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وقد صرّح الرئيس ترامب قبل أيام قليلة بأن هذه المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف ليون أنه في حال تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، «فسيتفاعل سعر النفط فوراً مع ارتفاع حاد في علاوة المخاطر الجيوسياسية، وقد حدث الشيء نفسه في عام 2024 عندما تبادلت الدولتان الهجمات لأول مرة، في ذلك الوقت، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5 دولارات للبرميل فور وقوع الهجمات».
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1 بالمئة يوم الأربعاء، بعد ورود تقارير تفيد بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ ضربة ضد منشآت نووية في إيران، ما أثار مخاوف من أن يؤدي أي صراع إلى تعطيل الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط، المنتجة الرئيسية للنفط.
ارتفعت عقود خام برنت تسليم يوليو بمقدار 86 سنتاً أو بنسبة 1.32 في المئة، لتسجل 66.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:03 بتوقيت غرينتش، كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو 90 سنتاً، أو بنسبة 1.45 في المئة، لتصل إلى 62.93 دولار للبرميل.
ويقول كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، أرن لوهمان راسموسن، إن أسعار النفط العالمية قد ارتفعت بنحو دولار واحد خلال الليل، وتم تداولها عند 66.30 دولار متأثرة بأنباء الهجمات المحتملة على المنشآت الحيوية الإيرانية، «فمن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة نفسها قد سرّبت المعلومات عمداً للضغط على إيران لقبول صفقة تتضمن التخلي عن تخصيب اليورانيوم».
صراع عسكري مباشر بين إيران وإسرائيل
وأضاف راسموسن أنه «إذا كان هناك سيناريو واحد تخشاه سوق النفط حقاً، فهو صراع عسكري مباشر بين إيران وإسرائيل، فمثل هذا التطور قد يزعزع استقرار المنطقة بأكملها.. ويتمثل القلق الأكبر في أن ترد إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20 في المئة من إمدادات النفط العالمية وكميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار النفط والغاز».
ويرى كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، أن انهيار المحادثات الأمريكية الإيرانية يُمثل خطراً واضحاً على ارتفاع أسعار النفط«ويُضيف تدخّل إسرائيل المُحتمل مستوى جديداً من عدم اليقين الجيوسياسي، وهذا هو الخطر الذي يجب على مُشتري النفط والمنتجات النفطية أخذه في الاعتبار».
إنتاج النفط في إيران
تعد إيران واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، إذ بلغ إنتاجها اليومي خلال العام الماضي 3.26 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات التقرير السنوي الأخير لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك.
وعلى مدار سنوات طبّقت أميركا عقوبات اقتصادية على إيران بدأتها في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2018، بعد أن كانت قد رفعتها في أعقاب التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2015 وهو ما تسبب في ضرر صناعة النفط على مدار السنوات الماضية.
وبحسب بيانات سابقة لستاندرد آند بورز غلوبال، تستهدف إيران زيادة إنتاجها النفطي لطاقة 5.7 مليون برميل يومياً بحلول عام 2031.
ومن شأن حدوث أي توترات بين إيران وأي دولة أخرى أن يؤثر تأثيراً مباشراً على مضيق هرمز والذي يمر عبره نحو 36 في المئة من تجارة النفط العالمية المنقولة بحراً يومياً، وهو ما يعادل 15 في المئة من الاستهلاك العالمي اليومي للنفط.