أدى تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط أمس، إلى صعود أسعار النفط العالمية لتقفز الأسعار خلال تعاملات أمس الثلاثاء بنحو 5 في المئة، ليُجمع عدد من المحللين وخبراء مجال النفط على أن تقلبات أسعار النفط خلال الفترة المقبلة سيتوقف على مدى تصاعد الصراع بين دول المنطقة.
ويقول أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، لـ«CNN الاقتصادية»، إن القيمة الجيوسياسية عادت إلى أسعار النفط مجدداً، «لقد أدى الهجوم الإيراني أمس إلى تصعيد الموقف في الشرق الأوسط، ما أدى إلى زيادة القيمة الجيوسياسية لأسعار النفط».
وقفزت أسعار النفط بأكثر من دولار اليوم الأربعاء بسبب المخاوف المتزايدة من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، ما قد يؤدي إلى تعطيل إنتاج الخام في المنطقة، بعد أكبر ضربة عسكرية وجهتها إيران على الإطلاق لإسرائيل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 دولار أو 1.47 بالمئة إلى 74.64 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.12 دولار أو 1.6 بالمئة إلى 70.95 دولار للبرميل.
وقالت إيران في وقت مبكر اليوم الأربعاء إن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى ما لم تقع المزيد من الاستفزازات، في حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على طهران وسط تصاعد المخاوف من حرب أوسع نطاقاً.
وقالت طهران إن أي رد إسرائيلي على الهجوم، الذي ذكرت إسرائيل أنه شمل أكثر من 180 صاروخاً باليستياً، سيقابل «بدمار واسع النطاق».
وذكر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أنه يعقد اجتماعاً بشأن الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف راسموسن «كما أظهرت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة أنها مستعدة لمواجهة خصومها بقوة وتصعيد الموقف، وحتى الآن لم يتضح ما هو الرد الذي قد تتوصل إليه إسرائيل، ما يشير إلى أن أسعار النفط لا بد أن تكون ذات قيمة جيوسياسية عالية في الأشهر المقبلة».
ويتوقع كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، سيتراوح سعر خام برنت في نطاق 70-74 دولاراً يشكل مستوى جذاباً للتحوط، وهناك دعم قوي عند مستوى 70 دولاراً، «وبناء على تحسن الاقتصاد العالمي، فإننا نستمر في توقع تحرك نحو مستوى 80 دولاراً أميركياً في عام 2025».
وقفزت أسعار خام برنت بنسبة 5 في المئة خلال تعاملات أمس الثلاثاء الأول من أكتوبر تشرين الأول، وأصبحت أسواق الطاقة العالمية في حالة من التوتر بعد أن شنت إيران هجوماً صاروخياً جديداً على إسرائيل، ما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي كبير وصراع مباشر بين إسرائيل وإيران.
شوهدت موجات من الصواريخ فوق تل أبيب عند نحو الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي عملية برية محدودة في لبنان، حيث تأتي الهجمات البرية في أعقاب هجمات إسرائيلية على منشآت تخزين النفط والبنية التحتية للطاقة في موانئ البحر الأحمر في اليمن ومحاولة هجوم بطائرات بدون طيار على حقل كاريش للغاز الإسرائيلي في الأيام الأخيرة.
كانت إيران، وهي منتج رئيسي للنفط الخام وداعمة لحزب الله في لبنان وحماس في غزة والمسلحين الحوثيين في اليمن، قد هددت بالرد على مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله مؤخراً.
وقال محللو النفط في شركة إس آند بي جلوبال كوموديتي إنسايتس في مذكرة «إن الهجوم الذي شنته إيران من خلال ضربات صاروخية على إسرائيل من شأنه أن يصعد الصراع القائم بين إسرائيل و حزب الله وإسرائيل وحماس، ومن المرجح أن يعرض بعض البنية التحتية النفطية الإسرائيلية على الأقل، بما في ذلك 287 ألف برميل يومياً من طاقة التكرير الإسرائيلية، لخطر أكبر».
وقيمت شركة بلاتس، وهي جزء من شركة ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس، سعر خام برنت عند 72.895 دولار للبرميل في 30 سبتمبر، ارتفاعاً من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات تقريباً عند 70.56 دولار للبرميل في 10 سبتمبر.