في تسوية تُعد من الأكبر في تاريخ الكوارث البيئية الأميركية، أعلنت وزارة العدل في الولايات المتحدة أن شركة ساوثرن كاليفورنيا إديسون ستدفع 82.5 مليون دولار تعويضاً عن الأضرار البيئية والمالية التي تسببت بها حرائق «بوبكات» التي اجتاحت آلاف الهكتارات من الغابات شمال لوس أنجلوس عام 2020، نقلاً عن أ ف ب. كشفت التحقيقات أن الشركة أهملت تقليم الأشجار والنباتات المحيطة بخطوط الكهرباء، ما أدى إلى ملامسة الأغصان أسلاك الضغط العالي واشتعال النيران في منطقة جبلية حساسة بيئياً، داخل أراضٍ تابعة لجهاز خدمات الغابات الأميركي، الحريق دمّر عشرات المباني وأدى إلى إغلاق المخيمات والمسارات الطبيعية وتدمير موائل الحياة البرية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وصف المحامي العام الأميركي بيل إسايلي التسوية بأنها «تاريخية»، قائلاً إن الأموال ستُستخدم لتعويض دافعي الضرائب عن تكاليف إخماد الحريق، وإصلاح الضرر البيئي الواسع في واحدة من أكثر الغابات الأميركية حساسية.
وأكد إسايلي أن الحكومة «ستواصل ملاحقة أي جهة تتسبب في تدمير موارد الشعب الأميركي الطبيعية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وليست هذه المرة الأولى التي تدفع فيها ساوثرن كاليفورنيا إديسون ثمناً باهظاً لإهمالها، ففي عام 2017، اضطرت لدفع 2.7 مليار دولار لتسوية الأضرار الناتجة عن حريق «توماس» الذي أودى بحياة شخصين ودمّر مئات المباني.
كما دفعت 2.2 مليار دولار في 2018 بعد حريق «وولسي» الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وأتلف أكثر من 1,600 منشأة في مقاطعات لوس أنجلوس وفينتورا.
وفي تطور مقلق، تُظهر التحقيقات الأولية في حريق «إيتون» القاتل الذي اندلع مطلع 2025 أن السبب المحتمل يعود إلى خطوط نقل تابعة لنفس الشركة، ما يضع «ساوثرن كاليفورنيا إديسون» مجدداً تحت المجهر القانوني والبيئي.
لم تعد حرائق الغابات في كاليفورنيا مجرد كوارث طبيعية، بل تحوّلت إلى قضايا قانونية ومحاسبة مالية، تُلقي الضوء على العلاقة المعقدة بين البنية التحتية للطاقة والبيئة.
بينما تعاني الولاية من جفاف طويل الأمد واحتباس حراري متصاعد، تزداد حساسية الغابات وتضع الشركات أمام مسؤولية مضاعفة في إدارة المخاطر.
تفتح هذه القضية التي جمعت بين التقصير الفني والخسائر البيئية، الباب أمام نقاش أوسع حول مسؤولية شركات الخدمات العامة في مواجهة تغير المناخ، ومدى التزامها بمعايير السلامة والاستدامة في وقت أصبحت فيه الطبيعة لا تغفر الأخطاء الصغيرة.
قد تُغلق هذه التسوية ملف «بوبكات»، لكنها تفتح أعين الشركات والمشرّعين على واقع جديد.. في أميركا اليوم، الإهمال البيئي يُحاسب بالدولار والمليارات.