ارتفعت الواردات العالمية من شحنات الغاز الطبيعي المُسال بشكل طفيف في النصف الأول من عام 2025، حيث أدى ارتفاع الطلب الأوروبي إلى جذب الشحنات بعيداً عن آسيا. بلغ إجمالي واردات الغاز المُسال العالمية 208.62 مليون طن متري في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، بزيادة قدرها 1.7 في المئة مقارنةً بـ205.11 مليون طن متري للفترة نفسها من عام 2024، وفقاً لبيانات جمعتها شركة كبلر لتحليل السلع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
شهدت آسيا، أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي المسال، انخفاضاً في الواردات بمقدار 9.09 مليون طن، أو 6.4 في المئة، لتصل إلى 133.41 مليون طن، بينما ارتفعت الواردات الأوروبية بنسبة 21.6 في المئة، أو 11.8 مليون طن، لتصل إلى 66.43 مليون طن.
تؤكد الأرقام أن أوروبا تتجه بشكل متزايد نحو الغاز الطبيعي المسال، سعياً منها لاستبدال الغاز الطبيعي القادم عبر خطوط الأنابيب من روسيا، والذي تقلص بشدة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، ومن المرجح أن يستمر هذا التوجه خلال الأشهر المُقبلة، نظراً لتأخر القارة في ملء خزاناتها من الغاز الطبيعي قبل موسم ذروة الطلب الشتوي في نهاية العام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ووفقاً لبيانات السلع من ستاندرد آند بورز غلوبال بلغت نسبة امتلاء خزانات أوروبا 56.8 في المئة بنهاية يونيو، وهي نسبة أقل بكثير من نسبة 75.5 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وهذا يعني أن أوروبا من المرجح أن تستمر في شراء الغاز الطبيعي المسال بمستويات مرتفعة نسبياً.
تجدر الإشارة إلى أن كل شهر من هذا العام شهد واردات أوروبية أعلى من الشهر المقابل في عام 2024، حيث بلغت واردات شهر يونيو 9.79 مليون طن، بزيادة قدرها 36 في المئة على 7.19 مليون طن المسجلة في الشهر نفسه من العام الماضي.
مكاسب الأسعار
أبقى الطلب القوي من أوروبا أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا أعلى مما كانت عليه في عام 2024، كما خفف من حدة الانخفاضات الموسمية المعتادة في الفترة الفاصلة بين ذروتي الشتاء والصيف.
تم تقييم سعر الغاز الطبيعي المسال الفوري المُسلم إلى شمال آسيا عند 13.10 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الأسبوع المنتهي في 27 يونيو، منخفضاً من أعلى مستوى له في أربعة أشهر عند 14 دولاراً أميركياً في الأسبوع السابق مع تراجع التوترات في الشرق الأوسط.
كان أدنى سعر حتى الآن في عام 2025 هو 11 دولاراً أميركياً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الأسبوع المنتهي في 2 مايو، لكن هذا السعر كان أعلى بكثير من أدنى سعر سُجِّل في عام 2024 والبالغ 8.30 دولار أميركي في مارس من ذلك العام، أما أعلى سعر حتى الآن في عام 2025، والذي بلغ 16.10 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في فبراير، فهو أيضاً أعلى من أي سعر مسجل في عام 2024.
دفعت أسعار الغاز الفورية المرتفعة في آسيا المشترين في الأسواق الحساسة للأسعار مثل الصين والهند إلى تقليص مشترياتهم.
استوردت الصين، أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، في النصف الأول من عام 2025، 30.27 مليون طن، بانخفاض 22 في المئة عن 38.79 مليون طن في الفترة نفسها من العام السابق، وفقاً لبيانات كبلر، بينما كان انخفاض واردات الهند من الغاز الطبيعي المسال في النصف الأول أقل حدة من الصين، حيث بلغت الواردات 12.4 مليون طن، بانخفاض قدره 8.7 في المئة عن 13.58 مليون طن في النصف الأول من العام السابق، ما يظهر تضرر الطلب في أسيا نتيجة ارتفاع الأسعار الذي تسبب فيه الطلب المتزايد من أوروبا.
ويُعتقد أن سعراً فورياً يتجاوز 12 دولاراً أميركياً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية هو سعر غير تنافسي للغاز الطبيعي المسال في السوق المحلية الصينية.
هذا يعني أنه إذا حافظ الطلب الأوروبي على الأسعار الآسيوية عند مستوياتها الحالية، فمن المرجح أن يُحجم المشترون عن شراء الشحنات الفورية، بل قد يميلون إلى إعادة بيع الكميات المتعاقد عليها إلى السوق الأوروبي، الأعلى سعراً.