كشفت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية في تقريرها السنوي حول مناخ المملكة المتحدة عن ارتفاع غير مسبوق في وتيرة الأحداث المناخية المتطرفة من درجات الحرارة المرتفعة إلى كميات الأمطار الغزيرة، ما يعكس تحولاً واضحاً في المناخ المحلي. وأشار التقرير إلى أن إنجلترا وويلز سجّلتا بين أكتوبر تشرين الأول 2023 ومارس آذار 2024 أكثر الفصول الشتوية غزارة بالأمطار منذ 250 عاماً، بينما تبيّن أن ستة من أكثر عشرة فصول شتوية مطراً حدثت خلال القرن الحادي والعشرين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأوضحت البيانات أن عام 2023 كان رابع أكثر الأعوام حرارة منذ بدء التسجيلات في عام 1884، مع تصدّر الأعوام الثلاثة الماضية قائمة أكثر خمس سنوات حرارة على الإطلاق.
ولفت التقرير إلى أن موسم الربيع لعام 2024 كان الأدفأ على الإطلاق، فيما جاء شهر فبراير شباط كثاني أدفأ شهر على الإطلاق، واحتل الشتاء نفسه المركز الخامس في قائمة الأكثر دفئاً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كما أظهر تحليل قاعدة بيانات تطوعية استخدمها الباحثون، أن 12 من أصل 13 حدثاً موسمياً في الربيع وقعت في وقت مبكر من معدلاتها المعتادة، في مؤشر على تحولات واضحة في توقيت الفصول.
الحياة في خطر
علّق وزير الطاقة البريطاني، إد ميليباند، في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس، بأن التقرير يُعد «تحذيراً بأن نمط حياتنا مهدد»، مضيفاً، «نرى ذلك بأعيننا، سواء من موجات الحر أو الجفاف أو الفيضانات، وعلينا التحرك».
كما أشار التقرير إلى تسارع ارتفاع مستويات البحار حول المملكة المتحدة، موضحاً أن ثلثي هذا الارتفاع منذ عام 1900 حدث خلال الثلاثين عاماً الأخيرة فقط.
خفض الانبعاثات وتحديات المستقبل
في المقابل، سجّلت المملكة المتحدة انخفاضاً بلغ 50.4% في انبعاثات الكربون منذ عام 1990، بحسب لجنة التغيّر المناخي (CCC) الحكومية، وقد عُزي هذا الإنجاز إلى حد كبير إلى سياسات الحكومات السابقة، خاصة فيما يتعلق بإغلاق محطات الطاقة العاملة بالفحم.
ورغم التقدم، أكدت لجنة
المناخ أن حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر، المنتخبة قبل عام، اتخذت خطوات أكثر جرأة هذا العام، خاصةً مع تعهدها بخفض الانبعاثات بنحو 81% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 1990.
ويظهر التقرير أن مناخ المملكة المتحدة يشهد تغيرات ملموسة مقارنة بما كان عليه قبل عقود فقط، وسط تحذيرات من تصاعد الظواهر المتطرفة، وضرورة التحرك السريع للحد من تأثيراتها.