قادت السعودية منظمة «أوبك» في خفض جديد لإنتاج النفط يوم الأحد، في محاولة لتضييق الخناق على المضاربين، إلّا أن هذه الخطوة قد تصب في صالح المنتجين في أميركا في نهاية المطاف.

وتعهدت السعودية بخفض إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يومياً أو ما يعادل عشرة في المئة حتى نهاية العام مع تخفيض إضافي لنصف مليون برميل بدءاً من يوليو تموز، ولمدة شهر قابلة للتمديد.

كما اتفقت «أوبك» على خفض إجمالي الإنتاج المستهدف بدءاً من يناير كانون الثاني 2024 بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً إضافية، ليصل إجمالي الإنتاج لهذه الدول إلى 40.46 مليون برميل يومياً.

المضاربون على النفط في وضع حرج

وكان وزير الطاقة السعودي، عبدالعزيز بن سلمان، قد حذّر المضاربين على النفط قبل أيام من اجتماع مجموعة «أوبك» وحلفائها ومن بينهم روسيا، قائلاً «ستتألمون».

وقالت ناتاشا كانيفا، الاقتصادية لدى «جيه بي مورغان»، «ينبغي أن يحد حجم تخفيض السعودية من الضغط السلبي على أسعار النفط لبقية العام، إذ إن الارتفاعات غير المتوقعة في الأسعار تجبر المضاربين على إغلاق صفقاتهم بخسارة».

وأوضحت «أوبك» أنه ليس لديها أي سعر مستهدف للنفط، وأن قرارات سياستها تهدف إلى منع التقلبات من خلال موازنة العرض والطلب.

وتوقع جورج ليون، المحلل لدى «ريستاد إنرجي»، أن هذه الخطوة ستزيد عجز السوق إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً، بدءاً من يوليو تموز، ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع في الأسابيع المقبلة.

النفط الأميركي المستفيد الأكبر

طالما أثارت تخفيضات «أوبك» للإنتاج، انتقادات شديدة من الولايات المتحدة والدول المستهلكة الأخرى التي اتهمتها بتقويض الاقتصاد العالمي من خلال زيادة تكاليف الطاقة.

ورد وزراء «أوبك+» بالقول إنهم يدافعون عن مصالحهم الخاصة، وإنهم بحاجة إلى توفير ظروف للاستثمار طويل الأجل في قطاع النفط والغاز، خاصة مع الاتجاه العام نحو الطاقة النظيفة، الذي قد يضغط على الإمدادات في المستقبل.

ومع ذلك كانت الولايات المتحدة متفائلة بشأن تخفيضات أوبك الأخيرة، إذ قال مسؤول بالبيت الأبيض، يوم الأحد، إن تركيز الإدارة ليس على حجم إنتاج النفط، ولكن على الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأميركيين.

وزادت الولايات المتحدة إنتاجها من النفط والغاز بأكثر من الضعف على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، مسجلة مستويات قياسية في مارس آذار 2023.

وحتى إذا أدت تخفيضات الإنتاج الأخيرة إلى ارتفاع الأسعار، فإن المنتجين المنافسين خارج المجموعة سيستفيدون أيضاً، وأكبر منافس هو الولايات المتحدة.

وقرار «أوبك+» تمديد التخفيضات الحالية لعام آخر، قد يمنح المنتجين الأميركيين ثقة بالأسعار على المدى الطويل، ويعزز قدرتهم على الاقتراض.

وقالت ناتاشا كانيفا إنه «مع انخفاض أسعار النفط الكبير عن مستويات العام الماضي وارتفاع إنتاج الخام الأميركي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، من غير المتوقع أن يصبح قرار أوبك عقبة أمام الإدارة الأميركية».

(رويترز)