ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بعد مقتل المئات في انفجار مستشفى المعمداني في قطاع غزة، ما أثار مخاوف بشأن تراجع إمدادات النفط من المنطقة التي تضم عدداً من أكبر منتجي الخام الأسود في العالم.
وبحلول الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.69 دولار، أو 1.9 بالمئة، إلى 91.59 دولار للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.84 دولار، أو 2.1 في المئة، إلى 88.50 دولار للبرميل.
وفي التعاملات المبكرة، ارتفع كلا الخامين القياسيين بأكثر من دولارين ليصلا إلى أعلى مستوياتهما في أسبوعين.
إلغاء القمة الرباعية ومخاوف اتساع الصراع
تأثرت أسعار النفط بمخاوف نقص الإمدادات بعد مقتل نحو 500 فلسطيني في انفجار بمستشفى في مدينة غزة يوم الثلاثاء، وما زالت الاتهامات متبادلة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن المسؤولية عن تفجير المستشفى.
هذا في الوقت الذي أعلن فيه الأردن إلغاء قمة رباعية كان من المقرر استضافتها مع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيسين المصري والفلسطيني.
وقال فيفيك دار، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، في مذكرة للعملاء “إن إلغاء القمة بين بايدن والقادة العرب يقلل من احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع مع حماس في إسرائيل”.
وقد وصل بايدن إلى إسرائيل يوم الأربعاء لإظهار الدعم لها في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ولقيت أسعار النفط دعماً أيضاً من انخفاض مخزونات الخام الأميركية بنحو 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي 13 أكتوبر تشرين الأول، وفقاً لبيانات معهد البترول الأميركي، وجاء الانخفاض أعلى بكثير من توقعات المحللين البالغة 300 ألف برميل.
ومن المقرر صدور البيانات الرسمية للحكومة الأميركية في وقت لاحق يوم الأربعاء.
توقعات زيادة الطلب
وعلى جانب الطلب، أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء أن الاقتصاد الصيني نما بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثالث، ما يشير إلى أن حزمة الإجراءات الأخيرة التي نفذتها بكين بدأت تؤتي ثمارها في تعزيز التعافي.
وأظهرت البيانات الرسمية الصينية أيضاً أن إنتاج مصافي النفط في البلاد في سبتمبر أيلول وصلت إلى معدل يومي قياسي، بزيادة 12 في المئة مقارنة بالعام السابق حيث قامت مصافي التكرير بزيادة معدلات التشغيل لتلبية الطلب القوي على وقود النقل خلال عطلة الأسبوع.
لكن المحللين حذروا من الإفراط في التفاؤل بشأن النمو الصيني إذ لا تزال أزمة القطاع العقاري تشكل عائقاً أمام النمو.
في الوقت نفسه، ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية أكثر من المتوقع في سبتمبر أيلول، ما عزز التوقعات برفع سعر الفائدة مرة أخرى من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام.
وهناك مخاوف من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم إلى إبطاء النمو الاقتصادي وبالتالي تقليل الطلب على النفط.
من جهة أخرى، اتفقت الحكومة الفنزويلية والمعارضة السياسية يوم الثلاثاء على ضمانات لإجراء الانتخابات الرئاسية عام 2024، ما قد يمهد الطريق لتخفيف العقوبات الأميركية والذي سينعكس إيجابياً في النهاية على إمدادات النفط.
(رويترز)