تتواصل الإمارات العربية المتحدة حالياً مع عدد من الدول الأوروبية -منها بريطانيا- لتقييم مدى اهتمام تلك الدول باستثمار الإمارات في البنى التحتية للطاقة النووية بها، وفقاً لما أوردته رويترز نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر.
وأوضحت المصادر أن الإمارات تدرس فكرة تحويل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية -المملوكة للقابضة (إيه.دي.كيو)- إلى مستثمر صغير في أصول الطاقة النووية الأوروبية.
ويأتي ذلك في إطار طموح المؤسسة إلى أن تصبح أحد اللاعبين الدوليين في مجال الطاقة النووية عبر امتلاك حصة أقلية في البُنى التحتية للطاقة النووية في دول أخرى، دون أن تديرها أو تشغلها.
وأضافت المصادر التي أطلعت على المحادثات أن المؤسسة تجري مفاوضات للاستثمار في بريطانيا، دون تقديم أي تفاصيل أخرى
هدف التنويع الاقتصادي
ووقَّعت الإمارات وبريطانيا في ديسمبر كانون الأول في قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي ما سُمي بمذكرة تفاهم حول التعاون النووي المدني، ووافقت أكثر من 20 دولة في القمة على التعهد بزيادة قدرتها النووية ثلاثة أمثال بحلول 2050.
من جهة أخرى، تتطلع بريطانيا إلى جذب استثمارات إضافية من القطاع الخاص في مشروعها النووي الضخم (سايزويل سي) الذي تبنيه شركة كهرباء فرنسا (إي.دي.إف) في جنوب شرق إنجلترا بعد أن اشترت حصة أحد داعمي الصين.
وقال متحدث باسم وزارة أمن الطاقة والصفر الكربوني البريطانية لرويترز إن «سايزويل سي يعد جزءاً حيوياً في قائمة أولويات بريطانيا للطاقة النووية الجديدة التي تمثل محور خططنا لبلوغ شبكة كهرباء منخفضة الكلفة ونظيفة وآمنة»، وأضاف أن «الهيكل التجاري للمشروع يخضع لتطوير قائم ومحادثات شديدة التأثر بالتجارة».
من جهتها، قالت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في بيان لرويترز إنه كجزء من «خطط النمو والاستثمار الدولية، تعمل المؤسسة مع عدد من الشركاء لاستكشاف فرص التعاون في كل من المشروعات النووية المدنية الجديدة والتقنيات النووية المدنية وتقنيات الطاقة النظيفة ذات الصلة مثل الهيدروجين النظيف».
وكان وزير دولة بوزارة أمن الطاقة البريطانية قد قال لصحيفة فاينانشيال تايمز في يناير كانون الثاني إن بريطانيا وكهرباء فرنسا «في طريقهما» لجمع 20 مليون جنيه إسترليني (25.2 مليار دولار) لسايزويل سي بحلول نهاية العام، دون أن يذكر هوية المستثمرين.
وذكرت صحيفة تايمز أوف لندن العام الماضي أن وزراء بريطانيين يدعمون إشراك مستثمرين من أبوظبي في سايزويل سي.
وقالت المصادر لرويترز إنه من بين المقترحات المطروحة، قد تشارك مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أيضاً في تطوير البُنى التحتية الجديدة للطاقة النووية في دول أوروبية نظراً لخبرتها الحديثة نسبياً في بناء المنشآت النووية.
وأشرفت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على إقامة محطة الطاقة النووية الوحيدة في الإمارات التي أنشأتها شركة كوريا للطاقة الكهربائية وبدأ تشغيلها التجاري في 2021.