تشهد صناعة النفط والغاز تحولاً كبيراً؛ حيث تستعد لانخفاض الطلب على النفط على المدى الطويل في نهاية المطاف، وتزايد الحاجة العالمية للغاز الطبيعي.
ووفقاً لأبحاث غولدمان ساكس، فإن الاستثمار في الغاز الطبيعي من المتوقع أن ينمو بنحو 50 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة، وسط بلوغ حجم الاستثمار النفطي في الدول غير الأعضاء بمنظمة أوبك ذروته خلال الفترة الأخيرة، كما تشهد صناعة النفط والغاز تحولاً كبيراً؛ حيث تستعد لانخفاض الطلب على النفط على المدى الطويل في نهاية المطاف وتزايد الحاجة العالمية للغاز الطبيعي.
وبحسب التحليل السنوي الحادي والعشرين لقطاع الغاز من غولدمان ساكس كان لدى الصناعة 73 مشروعاً رئيسياً قيد التطوير في جميع أنحاء العالم العام الماضي، بزيادة 30 في المئة على بداية العقد، لكنها لا تزال أقل بنسبة 32 في المئة من المستوى في عام 2014.
ما الذي يميز الاستثمارات بقطاع النفط والغاز خلال السنوات الأخيرة؟
وبحسب ميشيل ديلا فيجنا رئيسة أبحاث الموارد الطبيعية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بمؤسسة غولدمان ساكس، نمت النفقات الرأسمالية للصناعة بنحو 11 في المئة سنوياً من 2020 إلى 2023، لكنه من غير المرجح أن تستمر على المنوال نفسه، لافتة إلى أن المؤسسة تتوقع أن تستقر على نحو 4 في المئة سنوياً من 2023 إلى 2026.
وأشارت ديلا فيجنا إلى أن الاستثمار النفطي في الوقت الحالي يعد في ذروته، كما أن الصناعة تتحول نحو مشاريع قصيرة الدورة وقصيرة الأجل؛ ما أدى إلى خفض معدلات الانخفاض، لكن أيضاً تقصير عمر الاحتياطي بنسبة 55 في المئة على مدى العقد الماضي إلى 21 عاماً فقط.
الاختلافات بين مشاريع النفط ومشاريع الغاز
التحول نحو مشاريع الدورة القصيرة له آثاره على إمدادات النفط على المدى الطويل في وقت انخفض عمر الاحتياطي للمشاريع الكبرى بشكل كبير بسبب التركيز على مشاريع الدورة القصيرة، مثل الصخر الزيتي الأميركي وبعض مشاريع المياه العميقة التي على الرغم من أنها مربحة على المدى القصير، فإنها لا تدعم العرض على المدى الطويل.
تعمل الصناعة على تحسين تنفيذ المشاريع والتركيز على عوائد أعلى، كما أصبح نحو 80 في المئة من الموارد غير المطورة قادرة الآن على جني الأموال مع انخفاض أسعار خام برنت عن 70 دولاراً للبرميل؛ ما يمثل ارتفاعاً من 25 في المئة فقط خلال عام 2014.
وفي الوقت نفسه، انحدر منحنى التكلفة باستمرار منذ عام 2017، مدفوعاً بتأخيرات المشاريع، وارتفاع التكاليف الرأسمالية، وارتفاع الضرائب؛ ما يعني أن أسعار بيع براميل النفط عليها أن ترتفع من 64 دولاراً للبرميل إلى 80 دولاراً للبرميل الواحد حتى تنظر الشركة إلى المشروع على أنه جدير بالاهتمام.
الغاز الطبيعي المسال
يهيمن الغاز الطبيعي المسال في أميركا، دون -أدنى شك- على العرض المستقبلي، وتتوقع غولدمان ساكس أن نمو سوق الغاز الطبيعي المسال سيضع حداً لأزمات الطاقة التي بدأت قبل عامين، بعد العقوبات الأوروبية على الغاز الروسي، إضافةً إلى العمل على خفض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا.
وأدى الطلب العالمي المتنامي على سوق الغاز الطبيعي المسال في أميركا إلى إحياء العرض المحلي مرة أخرى، ما جعلها أكبر مصدر للطاقة في العالم، وإلى حد بعيد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، كما تشير التوقعات إلى مزيد من نمو العرض في العامين أو الأعوام الثلاثة القادمة وزيادته بنسبة 54 في المئة بحلول عام 2029.
وتشير توقعات غولدمان ساكس إلى زيادة بنسبة 80 في المئة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية بحلول عام 2030، والتي ستكون مدفوعة بمشاريع جديدة في أميركا الشمالية وقطر.
هل ستستمر صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية في النمو؟
تعتزم أميركا مضاعفة قدرتها التصديرية لإمداداتها من الغاز الطبيعي المسال على مدى السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة من المشاريع الملتزم بها، أما إذا بدأت أسعار الطاقة في الانخفاض، فإن الأسعار ستواجه ضغوطاً هبوطيه لأنه بناء على ما هو قيد الإنشاء بالفعل، ستضاعف الولايات المتحدة قدرة الطاقة، وهو أمر غير عادي.
ماذا يعني هذا التحول بالنسبة لإمدادات النفط على المدى الطويل؟
وتتوقع غولدمان ساكس أن يتباطأ نمو الإنتاج للمشاريع الجديدة في الصخر الزيتي بحلول عام 2027 لذلك على المدى القريب، ترى نمواً صحياً، وإن كان متباطئاً.