«من المتوقع أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية إلى ذروته في عام 2024»، حسب ما يقول تقرير حديث صادر عن وكالة ستاندرد آند بورز.
وتتوقع الوكالة انخفاض الطلب على الغاز في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 12 في المئة بحلول عام 2029، مقارنة بالطلب خلال عام 2023.
وتقول الوكالة إن ارتفاع الطلب على الغاز في الولايات المتحدة خلال العام الحالي سيكون بفضل البناء الضخم لمصادر الطاقة المتجددة التي من المتوقع أن تعوض الطلب المتزايد على الطاقة.
وحسب ستاندرد آند بورز، فإنه من المتوقع أن يكون الطلب على الطاقة في الفترة من أبريل إلى أكتوبر 2024 مشابهاً لمستويات العام الماضي، «وذلك بافتراض الطقس الطبيعي، حيث يعتمد هذا على عدة عوامل مثل مستويات الحرارة، والتحول بين الفحم والغاز وأداء توليد الطاقة المتجددة».
وأظهرت بيانات كوموديتي إنسايتس أن الطلب على الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة كان أعلى بمقدار 1.3 مليار قدم مكعبة يومياً على أساس سنوي في أبريل نيسان الماضي، و1.2 مليار قدم مكعبة يومياً على أساس سنوي في الفترة من 1 إلى 24 مايو أيار الحالي.
وحسب الوكالة، فأنه «على الرغم من أنه من المتوقع أن ينمو صافي الطلب على الكهرباء عبر الشبكة بقوة خلال الفترة 2023-2029، فمن المتوقع أن ينخفض توليد الكهرباء بالغاز، حيث يشجّع قانون خفض التضخم الأميركي (IRA) على زيادة بناء القدرات المتجددة».
وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية خلال الشهر الحالي ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 70 مليار قدم مكعبة، عند 2.633 تريليون قدم مكعبة، كما تعتبر أعلى بنسبة 30.8% فوق متوسط الخمس سنوات 2019-2023.
وتتوقع كوموديتي إنسايتس زيادة حادة في أسعار الغاز في الولايات المتحدة «هنري هب» في عامي 2025 و2026، حيث سيؤدي النمو السريع في الطلب على الغاز الطبيعي المسال إلى إبقاء المخزونات «أقل في الغالب من متوسط الخمس سنوات الماضية».
ورجّحت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها خلال يناير كانون الثاني الماضي، أن يشهد الطلب العالمي على الغاز زيادة بنسبة 2.5 في المئة خلال عام 2024، وقالت إن هذه التوقعات تدعمها درجات حرارة الشتاء الباردة مقارنة بالعام الماضي، وارتفاع الطلب من قطاع الصناعة بسبب تراجع الأسعار، لافتة إلى أنه من المتوقع حدوث زيادة طفيفة فقط في استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء.
الطلب على الفحم
وتتوقع ستاندرد آند بورز، أن يستعيد الفحم بعض حصته في السوق من الغاز بدءاً من عام 2025، «حيث إن ارتفاع أسعار الغاز سيؤدي إلى عكس التحول من الفحم إلى الغاز الذي سيحدث في 2023-2024».
وتقول الوكالة إنه يُنظر إلى مخزونات الفحم القوية في محطات الطاقة على أنها خطر سلبي محتمل على الطلب على الغاز في الولايات المتحدة وأسعاره هذا الصيف.
ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة في 23 مايو، فإن مخزونات الفحم زادت بنسبة 5.1 في المئة على أساس شهري لتصل إلى 134 مليون طن في مارس آذار 2023.
وانخفض إنتاج الفحم إلى 33.1 مليون طن في أبريل، بانخفاض من 41 مليون طن في مارس و47 مليون طن في أبريل 2023، وفقاً لتقديرات إدارة معلومات الطاقة.
الطلب على مركز البيانات
حسب الوكالة، فإن شركات الغاز الوسيطة العاملة في الولايات المتحدة «كانت واثقة من استمرار نمو الطلب على الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة، حيث إن النمو المتوقع من مراكز البيانات والشركات التي تقود بناء مراكز البيانات، مثل مايكروسوفت وألفابت وأمازون» لديها حوافز قوية لتعزيز تحسين الكفاءة وتقليل التأثيرات البيئية من خلال استخدام الغاز في توليد الطاقة.