أكد رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تجري مفاوضات مع أذربيجان للحصول على غاز بديل للغاز الروسي، لكنه قال إن الخطة كانت واحدة من عدة خيارات، خاصة وأنها قد تتضمن تمرير الغاز الروسي تحت غطاء الصادرات من أذربيجان.
وتزايدت المخاوف بشأن صادرات الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا مع اقتراب انتهاء عقد العبور بين شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية نفتوجاز ومجموعة الطاقة الروسية غازبروم، ولا يوجد أي احتمال لتجديد هذا العقد، إذ رفضت كييف التفاوض مباشرة مع الروس منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.
وقال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن انتهاء العقد يزيد من احتمال نقص الغاز في الدول الواقعة على الجانب الشرقي للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك سلوفاكيا والمجر والنمسا.
أذربيجان والطلب الأوروبي
أبرمت أذربيجان اتفاقاً لمضاعفة صادراتها من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2027، وهي خطة الاتحاد الأوروبي لمحاولة تقليل اعتماده على الغاز الروسي، ولكن قال الخبراء إنه من دون الاتفاق على عقود طويلة الأجل مع الاتحاد الأوروبي، فإن باكو ستكافح من أجل جمع التمويل اللازم للحفر في عمق بحر قزوين لاستخراج الغاز المطلوب لتحقيق الهدف وتلبية الطلب الأوروبي.
في حين قال الرئيس التنفيذي لشركة نفتوجاز، أوليكسي تشيرنيشوف، لصحيفة فايننشال تايمز، إنه من المستبعد توصل الطرفين إلى اتفاق حتى وقت لاحق من العام، لكن الحفاظ على تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية إلى الدول الأوروبية قد يكون حاسماً لخطط الدولة لتصدير الغاز في المستقبل.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي إن الشتاء القاسي أو الطلب القوي على إمدادات الغاز الطبيعي المسال في آسيا التي حلت إلى حد كبير محل الواردات الروسية للكتلة، «قد يؤدي إلى وضع حرج هذا الشتاء في أوروبا».
روسيا عائق أمام الخطة
اقترح الخبراء أن خطة لاستبدال الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا بالغاز من أذربيجان قد تصبح قناة لتصدير الوقود الروسي بشكل خفي، ما يجعل موسكو تستفيد من الإيرادات عبر وسائل سرية.
وقال رئيس مركز الدراسات العالمية الاستراتيجية الحادي والعشرين والخبير البارز في مجال الغاز الأوكراني، ميخايلو جونشار إن الصفقة تخاطر «بالتحول إلى مخطط يتضمن التصدير الخفي للغاز الروسي في شكل غاز أذربيجاني إلى السوق الأوروبية».
كما أكد أوليكسي تشيرنيشوف أن اقتراح المبادلة الأذربيجاني هو البديل الرئيسي الذي تدرسه أوكرانيا، وسيتضمن ذلك قيام أذربيجان باستيراد الغاز من روسيا ثم تصدير الغاز الخاص بها إلى أوروبا عبر الأنبوب الأوكراني.
ويمثل الغاز الروسي الذي يصل عبر الأنابيب الأوكرانية حالياً نحو خمسة في المئة من إجمالي إمدادات الاتحاد الأوروبي، وقال تشيرنيشوف إن أذربيجان يمكنها فقط توريد ملياري متر مكعب من 14 مليار متر مكعب يتلقاها الاتحاد الأوروبي عبر خط أنابيب أوكرانيا.
ومع ذلك، ذكر جونشار أن كييف مستعدة ضمنياً لقبول مرور الغاز الروسي عبر خط الأنابيب تحت ستار الواردات الأذربيجانية، لأنها تعتقد أن وجود الوقود الروسي سيكون بمثابة نوع من التأمين ضد الهجمات التي تنظمها موسكو بينما تواصل حربها في أوكرانيا.
(فاينانشال تايمز)