ارتفع إنتاج الدول الأعضاء في مجموعة أوبك بلس خلال يوليو تموز الماضي بنحو 437 ألف برميل يومياً فوق الحصة المقررة من قِبل المجموعة، وذلك في أول شهر من تخفيضات التعويض للدول التي أنتجت أكثر من اللازم في النصف الأول من عام 2024، وفقاً لما أظهره مسح بلاتس التابع لمؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال.

وأضافت المؤسسة أن الدول الأعضاء ذات الحصص أنتجت نحو 437 ألف برميل يومياً فوق الهدف في يوليو تموز الماضي، ارتفاعاً من 229 ألف برميل يومياً في يونيو حزيران الماضي، ليحقق الإنتاج في يوليو أكبر قفزة له منذ ما يقرب من عام، إذ رفع كل من العراق وكازاخستان إنتاجهما على الرغم من الالتزام بتخفيضات أعمق، بينما ظلت روسيا أيضاً أعلى بكثير من حصتها.

يقيس مسح بلاتس التابع لمؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال إنتاج رأس البئر ويجمع باستخدام معلومات من مسؤولي صناعة النفط والتجار والمحللين، بالإضافة إلى مراجعة بيانات الشحن والأقمار الصناعية والمخزون.

ووفقاً لخطة مجموعة أوبك بلس، يعد شهر يوليو تموز هو الشهر الأول لخطط التعويض التي قدمتها ثلاث دول أنتجت أكثر من اللازم في النصف الأول من عام 2024، وتعهد العراق بخفض 70 ألف برميل يومياً إضافية في يوليو وتعهدت كازاخستان بخفض 18 ألف برميل يومياً أخرى، ولا تتضمن خطة التعويض الروسية تخفيضات إضافية حتى أكتوبر تشرين الأول 2024.

وأظهر مسح ستاندرد آند بورز غلوبال، أن العراق أنتج نحو 4.33 مليون برميل يومياً من النفط الخام في يوليو تموز الماضي، أي 400 ألف برميل يومياً فوق حصته، «وهو ما أسهم في نمو إنتاج أوبك بمقدار 130 ألف برميل يومياً إلى 26.89 مليون برميل يومياً».

وارتفع الإنتاج الإجمالي للمجموعة خلال يوليو تموز الماضي بمقدار 160 ألف برميل يومياً مقارنة بشهر يونيو حزيران الماضي، بإجمالي 41.03 مليون برميل يومياً.

وأضاف المسح، أن الدول المنتجة للنفط من خارج أوبك أنتجت نحو 14.14 مليون برميل يومياً أخرى، بزيادة 30 ألف برميل يومياً على أساس شهري، مدفوعة بكازاخستان، التي زادت إنتاجها بمقدار 30 ألف برميل يومياً ليصل الآن إلى 120 ألف برميل يومياً فوق حصتها، مع الأخذ في الاعتبار خفض التعويض.

وتنتج روسيا أيضاً فوق حصتها، إذ بلغ إنتاجها 9.10 مليون برميل يومياً في يوليو تموز، مقابل حصة 8.98 مليون برميل يومياً.

وكانت قد أعلنت دول أوبك بلس تمديد التخفيضات التطوعية في إنتاج النفط الخام، التي يبلغ مقدارها 2.2 مليون برميل يومياً، حتى نهاية سبتمبر أيلول 2024، ووضعت خططاً لرفع الإنتاج تدريجياً على أساس شهري، حتى نهاية سبتمبر 2025.

وقالت ستاندرد آند بورز غلوبال، إن ارتفاع إنتاج النفط الخام في يوليو تموز الماضي جاء على الرغم من الأداء الضعيف للكتلة الإفريقية للتحالف، مع انخفاض الإنتاج في نيجيريا وجنوب السودان والغابون وليبيا بنحو 80 ألف برميل يومياً.

وأضافت المؤسسة، أن الضغط على المنتجين الزائدين بإنتاجهم للنفط زاد عن الحد في الأسابيع الأخيرة، ودفعت مخاوف الركود أسعار النفط إلى ما دون 80 دولاراً للبرميل، كما أدى الارتفاع الذي طال انتظاره في الطلب الصيني والإنتاج المرتفع من الدول غير الأعضاء في أوبك في الأميركتين -بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيانا- إلى إضعاف الأسعار في الأشهر الأخيرة».

واتفق تحالف أوبك بلس بداية يونيو حزيران الماضي على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية عام 2025، في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة لدعم السوق وسط نمو فاتر للطلب العالمي وارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الإنتاج الأميركي.

ويخفّض أعضاء أوبك بلس حالياً الإنتاج بإجمالي 5.86 مليون برميل يومياً، أو نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي.

وتشمل التخفيضات 3.66 مليون برميل يومياً من أعضاء أوبك بلس، صالحة حتى نهاية عام 2024، و2.2 مليون برميل يومياً من التخفيضات الطوعية لبعض الأعضاء، والتي تنتهي في نهاية سبتمبر أيلول المقبل.

والدول التي قامت بتخفيضات طوعية أعمق من تلك المتفق عليها مع المجموعة الأوسع هي الجزائر والعراق وكازاخستان والكويت وعمان وروسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ووافق التحالف على هدف إنتاج جديد للإمارات يبلغ 3.519 مليون برميل يومياً في 2025 ارتفاعاً من 2.9 مليون برميل يومياً الآن.

وأسس العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا منظمة أوبك عام 1960 بهدف تنسيق السياسات النفطية وضمان أسعار عادلة ومستقرة، وتضم المنظمة الآن 12 دولة معظمها من الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك بعد انسحاب أنغولا من المنظمة في يناير كانون الثاني 2024.

وشكّلت أوبك ما يُعرف بتحالف أوبك بلس مع عشر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم من خارج المنظمة ومنها روسيا، في نهاية عام 2016.

ومن المقرر أن تعلن أوبك غداً الاثنين تقريرها الشهري، الذي يتضمن توقعاتها للطلب على النفط.

من المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة المراقبة الوزارية المشتركة التي تشرف على الاتفاق، والتي ترأسها المملكة العربية السعودية وروسيا، في الثاني من أكتوبر تشرين الأول المقبل، كما أنه من المقرر عقد اجتماع وزاري كامل في الأول من ديسمبر كانون الأول المقبل.