قال مسؤول حكومي مصري، إن شحنات الوقود السائل التي سيحصل عليها لبنان من مصر في نهاية الأسبوع الحالي، ستكون من الكميات التابعة لشركة أرامكو السعودية ومُخزنة لدى مستودعات شركة سوميد في منطقة العين السخنة.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه من المخطط وصول شحنات الوقود السائل إلى لبنان نهاية الأسبوع الحالي، «دور مصر في تلك العملية هو تسليم الشحنات والتي تتمثل في المازوت والسولار من مستودعات سوميد».

وخلال الأسبوع الحالي، تعرض لبنان لانقطاع للتيار الكهرباء بشكل كلي على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية في لبنان (مطار، ومرفأ، ومضخات مياه، وصرف صحي، وسجون، وغيرها)، حيث أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن آخر مجموعة إنتاجية لمعمل الزهراني متبقية على الشبكة الكهربائية خرجت بالكامل عن الخدمة قسرياً ظهر السبت 17 أغسطس آب الحالي، وذلك جراء نفاد خزين المعمل من مادة الغاز أويل بالكامل.

في عام 2019، وقّعت الشركة العربية لأنابيب البترول (سوميد) اتفاقين مع شركة النفط «أرامكو السعودية» لتخزين منتجات بترولية في مصر، حيث تتضمن أحد العقدين توفير سعات تخزينية لزيت الغاز (السولار) بطاقة 222 ألف متر مكعب في سيدي كرير على البحر المتوسط بغرض إعادة التصدير، بينما تضمن العقد الآخر توفير سعات تخزينية لزيت الوقود (المازوت) بطاقة 165 ألف متر مكعب في العين السخنة على البحر الأحمر، بغرض إمداد محطات توليد الكهرباء بالسعودية أو إعادة تصديره أو توفير احتياجات السوق المحلية المصرية أو توفير وقود السفن بالمنطقة.

وتمتلك الهيئة المصرية العامة للبترول نصف شركة «سوميد» التي تملك وتشغل ميناء سيدي كرير المصري المطل على ساحل البحر المتوسط، بينما تمتلك النصف الآخر مجموعة من أربع دول خليجية، هي: السعودية، والكويت، والإمارات، وقطر.

وقال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، يوم السبت الماضي، إن بلاده تنتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 أغسطس الحالي.

ويقول المسؤول المصري، إن تصدير الغاز المصري إلى لبنان يواجه صعوبة خلال الفترة الحالية، «إذ إن التصدير للبنان سيكون عبر خط أنابيب موجود بالفعل لتصدير الغاز الطبيعي للبنان وهو خط الغاز العربي، وكان يستخدم في الماضي لتوريد الغاز المصري إليه لكنه توقف منذ سنوات، ويصعب الآن استئناف عمليات التصدير نتيجة لضرورة مرور الغاز المصري عبر الأراضي السورية، ما يعرض مصر لعقوبات اقتصادية تطبيقاً لقانون قيصر الأميركي».

وأصدرت الولايات المتحدة قانون قيصر عام 2019، الذي يسمح لها بتجميد أصول أي شخص يتعامل مع سوريا، بهدف إجبار الرئيس بشار الأسد على وقف الحرب المستمرة منذ ما يزيد على 11 عاماً والاتفاق على حل سياسي.

ووقّعت مصر ولبنان في يونيو من عام 2022، اتفاقية تقضي بتصدير مصر الغاز إلى لبنان عبر سوريا لنقل 650 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتتضمن الاتفاقية نقل الغاز الطبيعي من مصر إلى لبنان عبر سوريا عبر خط الغاز العربي، إلّا أن الاتفاقية لم تنفذ بعد بسبب قانون قيصر.

وخط الغاز العربي هو خط من الأنابيب لنقل الغاز الطبيعي يبدأ من مصر إلى الأردن ثم سوريا ولبنان بطول 1200 كيلومتر.

ولدى خط الغاز العربي 4 مراحل، تمتد المرحلة الأولى من العريش في مصر إلى العقبة بالأردن بطول 256 كيلومتراً ويضم 15 كيلومتراً بالقطاع البحري تحت خليج العقبة.

أما المرحلة الثانية فتمتد بطول 390 كيلومتراً من العقبة إلى منطقة الرحاب، التي تبعد عن الحدود الأردنية السورية بنحو 30 كيلومتراً، أمّا المرحلة الثالثة فتمتد بطول 30 كيلومتراً من الرحاب الأردنية إلى منطقة جابر بسوريا.

وتمتد المرحلة الرابعة من جابر (الجانب السوري من الحدود الأردنية السورية) إلى الحدود السورية التركية وينتهي في لبنان.