أكد المرشحان في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة دونالد ترامب وكامالا هاريس في مناظرة ليلة الأربعاء على هدف مشترك وهو رفع إنتاج النفط، ولكن هل يمكن تحقيق هذا السيناريو في وقت تقترب فيه أسعار النفط من أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، وتصل فيه أسعار البنزين لأقل من 3 دولارات في أنحاء كثيرة من أميركا؟

وأشارت هاريس، التي تعرضت لانتقادات بسبب موقفها السابق ضد التكسير الهيدروليكي، إلى أنها مثلت الصوت الفاصل في مجلس الشيوخ لفتح عقود إيجار جديدة للتكسير الهيدروليكي في عام 2022، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أنتجت من النفط في ظل إدارة بايدن أكثر مما أنتجته أي دولة في التاريخ.

وفي الوقت نفسه، هاجم ترامب، الذي يدعم التوسع السريع في إنتاج النفط، هاريس بسبب مقترحاتها السياسية التي يرى أنها ستقضي على تجارة الوقود الأحفوري في أميركا، وقال «إذا فازت في الانتخابات، في اليوم التالي لتلك الانتخابات، سيموت النفط، الوقود الأحفوري سوف يموت».

وقال رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس، آندي ليبو لشبكة CNN في مقابلة هاتفية يوم الأربعاء إنه «ليس قلقاً على الإطلاق بشأن تدمير صناعة الوقود الأحفوري لأن الأميركيين ما زالوا يعتمدون على النفط في البنزين والديزل ووقود الطائرات».

لماذا يصعب رفع إنتاج النفط الأميركي؟

يرى ليبو أنه سيكون من الصعب زيادة إنتاج الولايات المتحدة بشكل كبير فوق 14 مليون برميل يومياً لأن جميع الأماكن الأكثر كفاءة والأرخص قد حفرت بالفعل، قائلاً «نعم، يمكن أن يرتفع الإنتاج، لكن هل سنزيد إنتاج النفط بنسبة 50 في المئة أخرى؟ ربما يكون هذا غير محتمل تماماً».

كذلك يشكك رئيس مجموعة رابيدان للطاقة، بوب ماكنالي في إمكانية ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه لا يملك الرئيس القدرة على زيادة إنتاج النفط الأميركي بسرعة، وقال ماكنالي الذي عمل مستشاراً للطاقة للرئيس السابق جورج دبليو بوش إن «الصناعة تعمل بكامل طاقتها».

ورغم هذه القيود، فقد روج ترامب في الأسابيع الأخيرة أن أسعار البنزين كانت أقل من دولارين للغالون عندما كان رئيساً، وقد وعد بإعادة أسعار البنزين إلى هذا المستوى إذا أعيد انتخابه.

لكن هناك مشكلات تواجه هذا الوعد، على سبيل المثال، في المرة الأخيرة التي كان فيها سعر البنزين أقل من دولارين للغالون، كان العالم في حالة ركود بسبب عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وتوقف السفر، ما أدى إلى انهيار الطلب على الوقود، ووصل الأمر إلى النقطة التي أصبحت فيها أسعار النفط سلبية لفترة وجيزة للمرة الأولى على الإطلاق، إذ سارعت الشركات للعثور على أماكن لتخزين كل تلك البراميل غير المرغوب فيها.

وقبل الجائحة، كانت المرة السابقة التي انخفض فيها سعر البنزين أقل من دولارين للغالون في عام 2016، عندما كثفت أميركا إنتاج الوقود الأحفوري لدرجة أنها خلقت وفرة هائلة من النفط والبنزين، ما أدى في النهاية إلى إفلاس عدد من الشركات، وقبل ذلك، كان سعر البنزين أقل من دولارين للغالون خلال الأزمة المالية العالمية.

لذا فمن المرجح أن يتطلب الأمر حدثاً متطرفاً -أو كارثياً- لإعادة أسعار البنزين إلى ما دون دولارين، وبعبارة أخرى يستطيع الرئيس المقبل أن يعد بما يريد، ويمكنه أن يفتح تصاريح الحفر ويوسع مناطق التكسير الهيدروليكي، لكن هذا لا يعني أنه سيكون هناك سوق لكل هذا النفط، وقد لا يكون من المنطقي من الناحية المالية للشركات الاستفادة من هذه الميزة.

(ديفيد غولدمان ومات إيغان، CNN)