انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس، بعد أنباء عن أن السعودية، أكبر مصدري الخام، تنوي التخلي عن هدفها غير الرسمي لسعر النفط في إطار استعدادها لزيادة إنتاجها لتتراجع أسعار العقود الآجلة لخام برنت 1.89 دولار أو 2.57 بالمئة إلى 71.57 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.83 دولار أو 2.63 بالمئة إلى 67.86 دولار للبرميل.
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الخميس، نقلاً عن مصادر مطلعة أن السعودية تتأهب للتخلي عن هدفها غير الرسمي لسعر النفط الخام عند 100 دولار للبرميل، في إطار استعدادها لزيادة إنتاجها.
وقالت منظمة الدول المصدرة للنفط ( أوبك)، خلال الأسبوع الحالي، إن الطلب العالمي على النفط سيستمر في الارتفاع حتى عام 2050 على الأقل، مع استمرار الكتلة المصدرة للنفط في تحدي الناشطين البيئيين وصناع السياسات الذين يسعون إلى الحد من إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري.
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في تقرير آفاق النفط العالمية للمنظمة، الذي يتوقع أن يزداد الطلب العالمي على الوقود السائل من 102.2 مليون برميل يومياً في عام 2023 إلى 120.1 مليون برميل يومياً في عام 2050، «لا يوجد طلب ذروة في الأفق».
يقول خبير الطاقة والرئيس التنفيذي لشركة رانادريل، شعيب بوطمين لـCNN الاقتصادية، إن أسواق النفط تطغى عليها أساسيات السوق «حيث نرى التأثير المباشر على الطلب العالمي على سوق النفط، ما أحدث تخمة في المعروض وخلق عدم التوازن بين العرض والطلب، كما انهارت القدرة الشرائية خاصة في الصين وأوروبا وأميركا وعديد الدول الناشئة».
وأضاف بوطمين، أنه «من الصعب التكهن بسعر النفط حالياً، لأن المتغيرات الجيوسياسية لها تأثير كبير على الأسعار، كذلك من المرجح أن بداية خفض الفائدة في الولايات المتحدة قد يسهم ولو قليلاً في كبح هبوط أسعار النفط، لذلك لا أرى أنه من المرجح هبوط سعر البرميل إلى 60 دولاراً لأن تخفيضات الأوبك بينت مردوديتها وهي مستعدة لأخد إجراءات احترازية للحفاظ على أسعار مناسبة للأعضاء».
ويقول أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين أو رئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، إن تراجع أسعار النفط خلال تعاملات اليوم، جاء نتيجة تقرير صحيفة فاينانشال تايمز الذي يفيد بأن السعوديين قد يضيفون المزيد من النفط، بالإضافة إلى التوقعات بعودة إنتاج النفط في ليبيا بسرعة أكبر من المتوقع.
وأضاف راسموسن، أن تحرك أسعار النفط نحو الانخفاض منذ بداية شهر يوليو تموز الماضي، «هو في الأساس قصة عن قلق السوق من أن نمو الطلب أضعف من المتوقع، وخاصة في الصين، سواء دورة أعمال أضعف، كما تظل الدورة الصناعية العالمية ضعيفة».
وحسب كبير المحللين أو رئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، «وبشكل عام، هناك قلق في السوق من أن أوبك+ ستمضي قدماً في خططها لإضافة المزيد من النفط إلى السوق العالمية، حيث أشك في وجود مجال لهذا النفط دون انخفاض الأسعار، حيث قد تنخفض الأسعار إلى ما دون 70 دولاراً».
ويتوقع راسموسن ألا تضيف المملكة العربية السعودية وأوبك+ المزيد من النفط الذي خططوا له، ومن المرجح أن يستمروا في تأجيله.
وأشارت شركة إيه.إن.زد للأبحاث في مذكرة بحثية لها، إلى أن السوق تجاهلت بيانات أظهرت ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة في وقت أعلنت فيه إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط هبطت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.
وأضافت إيه.إن.زد للأبحاث أن «أي انتعاش في الإنتاج الليبي من شأنه العودة إلى سوق تعاني بالفعل من مخاوف بشأن ضعف الطلب في الولايات المتحدة والصين».
وقالت الأمم المتحدة في بيان أمس الأربعاء إن ممثلي مجلس النواب الليبي، ومقره بنغازي في الشرق، والمجلس الأعلى للدولة، ومقره طرابلس في الغرب، اتفقوا على تسوية بشأن تعيين قيادة جديدة للمصرف المركزي وهي خطوة قد تساعد في حل الأزمة بشأن السيطرة على عوائد النفط في البلاد والتي عطلت الصادرات.