ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، بعد أن أثار الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مخاوف من توسع الصراع في الشرق الأوسط، في حين واصلت سوق هونغ كونغ ارتفاعها الذي تغذيه الإجراءات التحفيزية في الصين.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.5 بالمئة إلى 70.90 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام برنت بحر الشمال بنسبة 1.4 بالمئة إلى 74.56 دولار للبرميل.

أثارت أنباء إطلاق الصواريخ قلق التجار الأميركيين والأوروبيين؛ ما أطلق موجة بيع في معظم الأسواق، ولكن أداء آسيا كان منفصلاً عن الصراعات الجيوسياسية، حيث قفزت بورصة هونغ كونغ بأكثر من ستة في المئة مع إعادة فتحها بعد توقف ليوم واحد.

وارتفعت عقود الخام الرئيسية بأكثر من خمسة في المئة في مساء الثلاثاء بعد أن أطلقت إيران عشرات الصواريخ على إسرائيل رداً على مقتل قادة عسكريين تدعمهم طهران، ثم تآكل جزء كبير من هذا الارتفاع.

وعلى الرغم من اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم الصواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها، أثارت هذه الخطوة رد فعل صارماً من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث قالت واشنطن إنها تناقش رداً مشتركاً وحذّرت من «عواقب وخيمة».

تعهدت إسرائيل بأنها ستجعل إيران «تدفع» ثمن الإطلاق، بينما هددت طهران بضرب جميع البنية التحتية الإسرائيلية إذا تعرضت لهجوم.

وقال المحلل المستقل، ستيفن إينيس، «السؤال الملح هو ما إذا كانت الضربة الصاروخية الإيرانية رد فعل لمرة واحدة أم بداية لشيء أكبر بكثير، تميل معظم الرهانات نحو الاحتمال الأول، وخاصة مع تدخل الولايات المتحدة لدعم إسرائيل».

وكتب إينيس في نشرته الإخبارية «قد تكون البنية التحتية النفطية الإيرانية في مرمى نيرانهم، وبالتالي قد تكون هناك عواقب اقتصادية بعيدة المدى وتصعيد حاد».

ودفع الطلب على الذهب، الذي يعتبر الخيار المفضل في أوقات عدم اليقين والاضطرابات، المعدن النفيس إلى الاقتراب من مستوى 2685 دولاراً.

وأغلقت كل المؤشرات الرئيسية الثلاثة في وول ستريت باللون الأحمر، مع انخفاض مؤشر ناسداك بأكثر من واحد في المئة.

أداء آسيا أفضل

ارتفعت أسهم هونغ كونغ بأكثر من ستة في المئة، وتجاوزت 22 ألف نقطة للمرة الأولى منذ فبراير شباط من العام الماضي، مع عودة المتداولين من عطلة ليوم واحد لاستئناف شراء الأسهم المتراجعة بعد أن بدأت الصين الأسبوع الماضي الكشف عن مجموعة من تدابير التحفيز الاقتصادي.

وارتفع مؤشر هانغ سنغ بأكثر من 20 في المئة على مدى جلسات التداول السبع الماضية، وسط تفاؤل بأن بكين ستمضي قدماً في حملتها التحفيزية خاصةً في قطاع العقارات.

ومن بين الشركات التي حققت أداءً متميزاً كانت مجموعة أجيل، التي ارتفعت بنسبة 105 في المئة، في حين أضافت سوناك أكثر من 50 في المئة وفانتازيا أكثر من 80 في المئة، ومع ذلك ما زالت أسعار أسهم الشركات عند مستوى أقل بكثير من مستواها قبل ثلاث سنوات.

ومن بين التدابير التي كشفت عنها الصين خفض أسعار الفائدة، وتخفيف قواعد شراء المساكن، وخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك؛ ما يسمح لها بإقراض المزيد من الأموال.

وأغلقت الأسواق في شنغهاي وشنتشن بسبب عطلة تستمر أسبوعاً، بعد أن سجلت ارتفاعاً كبيرا قبل العطلة.

وقال كيني نج، الخبير الاستراتيجي في إيفربرايت سيكيوريتيز إنترناشيونال، لوكالة فرانس برس، إن الارتفاع المستمر في هونغ كونغ «يُظهر أن المستثمرين المحليين والأجانب ما زالوا متفائلين بشأن احتمالات الانتعاش وأن الارتفاع قصير الأجل قد يستمر في المدى طويل الأجل بسبب قوة وشمول خطوات التحفيز التي قامت بها الحكومة المركزية بالصين»، مضيفاً «لقد تجاوزت التخفيضات في أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي الحد الأدنى المتوقع، وكانت السياسات واسعة النطاق، ليس فقط السياسة النقدية ولكن أيضاً السياسات المتعلقة بسوق العقارات وأسواق رأس المال».

وحققت أسواق سنغافورة ومانيلا مكاسب ايضاً، بينما شهدت سيدني وسيئول وبانكوك وجاكرتا خسائر.

وانخفضت بورصة طوكيو بأكثر من 2 في المئة، واستمرت في مسيرتها المتقلبة بعد هبوطها أول أمس الاثنين رداً على انتخاب شيجيرو إيشيبا رئيساً للحزب الحاكم في اليابان، الرجل الداعم للين القوي.

قال إيشيبا، الذي أدى اليمين الدستورية رئيساً للوزراء أمس الثلاثاء، إنه يؤيد رفع أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي وكان يتطلع أيضاً إلى زيادات محتملة في ضريبة الشركات.