في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت عنوان « مفاعلات الطاقة النووية في العالم»، تم تقديم البيانات المحدّثة بشأن وحدات مفاعلات الطاقة النووية في الدول الأعضاء بالوكالة.
وتصدرت الولايات المتحدة والصين وفرنسا قائمة أكبر منتجي الكهرباء النووية عام 2023، حيث تمتلك الولايات المتحدة أكبر أسطول نووي في العالم، وتستحوذ على 31 في المئة من إجمالي توليد الكهرباء النووية، بإنتاج بلغ 779.2 تيراواط/ ساعة، وفقاً للتقرير.
تأتي الصين في المركز الثاني بنسبة 16 في المئة بإنتاج 406.5 تيراواط/ ساعة، في حين بلغت حصة فرنسا 13 في المئة من الإجمالي العالمي، بإنتاج وصل إلى 323.8 تيراواط/ ساعة.
ومن بين الدول التي تضم مفاعلات للطاقة النووية، جاءت الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك مفاعلات نووية عاملة، حيث تضم أربعة مفاعلات في مجمع براكة للطاقة النووية.
وتتكون محطة براكة من أربعة مفاعلات نووية من طراز APR-1400، دخلت الوحدة 1 مرحلة التشغيل التجاري في أبريل 2021، تلتها الوحدة 2 في مارس 2022، والوحدة 3 في فبراير 2023.
وتنتج الوحدات الثلاثة التشغيلية 30 تيراواط/ ساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً، وتم ربط الوحدة 4 بالشبكة في مارس 2024، ودخلت حيز التشغيل التجاري في سبتمبر من العام نفسه.
تنتج المحطة مجتمعة 40 تيراواط/ ساعة من الكهرباء الخالية من الكربون سنوياً لمدة 60 عاماً على الأقل، وهو ما يعادل 25 في المئة من احتياجات الدولة من الكهرباء.
ومن المتوقع أن تسهم محطة براكة في تقليص الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 22 مليون طن سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرق.
وأضاف التقرير أنه بنهاية عام 2023، بلغت القدرة الإجمالية للمفاعلات النووية قيد الإنشاء 61.1 غيغاوات (بمجموع 59 مفاعلاً) في 17 دولة.
ومن بين هذه الدول، انضمت مصر إلى القائمة بفضل مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية، الذي يضم مفاعلات نووية قيد البناء.
كيف تولد المفاعلات النووية الكهرباء؟
وتُعدّ المفاعلات النووية قلب محطة الطاقة النووية، حيث تحتوي على التفاعلات النووية المتسلسلة التي تولد الحرارة من خلال عملية فيزيائية تعرف بالانشطار.
تتحكم المفاعلات في هذه العملية، ويُستخدم الناتج الحراري لإنتاج البخار الذي يدير التوربينات لتوليد الكهرباء.
تظل الطاقة النووية واحدة من أكبر المصادر المتاحة لإنتاج كهرباء موثوقة وخالية من الكربون.
تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كجهة مسؤولة عن مراقبة السلامة النووية على مستوى العالم، وقد تعزز هذا الدور بشكل كبير بعد حادثة تشيرنوبيل.
وتشمل مسؤولية الوكالة وضع إجراءات للسلامة وإلزام الدول بالإبلاغ عن الحوادث، حتى الصغيرة منها، ومنذ عام 1996 تم تعزيز دور الوكالة بشكلٍ أكبر.
وتقوم كل دولة تمتلك محطات للطاقة النووية بتشغيل مفتشية للسلامة النووية، وتعمل جميع هذه المفتشيات بالتنسيق الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.