رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2025 إلى 1.1 مليون برميل يومياً من 990 ألف برميل يومياً، وفق تقريرها الشهري عن سوق النفط الصادر اليوم الخميس، ويعود هذا التعديل التصاعدي إلى ارتفاع الطلب على النفط في الأسواق الآسيوية.

من ناحية أخرى، خفّضت توقعاتها بنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 عند 840 ألف برميل يومياً مقابل التوقعات السابقة عند 920 ألف برميل يومياً.

يأتي التقرير بعد يوم واحد فقط من قيام أوبك بمراجعة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025، وخفضها إلى 1.4 مليون برميل يومياً.

وبحسب مجموعة منتجي النفط، فمن المتوقع أن يصل إجمالي الطلب العالمي على النفط إلى 105.3 مليون برميل يومياً عام 2025، بزيادة على 103.8 مليون برميل يومياً عام 2024.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن قرار أوبك بلس بتمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية لمدة ثلاثة أشهر أخرى وتأجيل فترة زيادة الإنتاج لمدة تسعة أشهر، والتي تمتد الآن إلى سبتمبر أيلول 2026، قلل بشكل كبير من فائض العرض المحتمل الذي كان متوقعاً للعام المقبل.

أوبك+ تمدد خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2026

ومع ذلك، حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن الإفراط المستمر في الإنتاج من بعض أعضاء أوبك بلس، والنمو القوي في المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك بلس، والنمو المتواضع نسبياً في الطلب العالمي على النفط، من شأنه أن يؤدي إلى سوق من «الإمدادات المريحة» عام 2025.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن إنتاج النفط الخام من أوبك قد يزيد العام المقبل إذا تمكنت دول مثل ليبيا وجنوب السودان والسودان من الحفاظ على مستويات إنتاجها، جنباً إلى جنب مع توسع حقل تنجيز في كازاخستان.

ومن المتوقع أن يصل استهلاك النفط العالمي إلى 103.9 مليون برميل يومياً عام 2025، وهو ما يتماشى بشكل وثيق مع توقعات أوبك بلس.

بينما تشير الأرصدة الحالية إلى فائض في المعروض يبلغ 950 ألف برميل يومياً عام 2025 إذا بدأت أوبك بلس رغبتها في تخفيف التخفيضات الطوعية بحلول نهاية مارس آذار 2025.

الطلب على النفط

أبرزت وكالة الطاقة الدولية كذلك أن نمو الطلب على النفط العام المقبل سيكون مدفوعاً إلى حد كبير بمواد التغذية البتروكيماوية، في حين يظل الطلب على وقود النقل مقيداً بالتغيرات السلوكية والتقدم في التكنولوجيا.

كما توقعت الوكالة أن يرتفع الطلب الصيني على النفط بمقدار 140 ألف برميل يومياً عام 2024 و220 ألف برميل يومياً عام 2025.

ففي العقد الذي سبق عام 2023، جاء ما يقرب من ثلثي إجمالي نمو الطلب على النفط من الصين، وخلال هذه الفترة نما الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بمعدل سنوي متوسط قدره 6 في المئة. إن التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي، إلى معدل يتراوح بين 4 في المئة و5 في المئة في عامي 2024 و2025، إلى جانب الاستخدام المحلي السريع لتقنيات استبدال النفط مثل المركبات الكهربائية والسكك الحديدية عالية السرعة، يعني أنه في عامي 2024 و2025، من المتوقع أن يأتي ما يزيد قليلاً على ثلث نمو الطلب على النفط من الصين.

ومن ناحية المعروض العالمي، من المتوقع أن تسهم الدول غير الأعضاء في أوبك بلس بأغلبية نمو الإنتاج، حيث تضيف الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا والأرجنتين مجتمعة أكثر من 1.1 مليون برميل يومياً.

وبالإضافة إلى ذلك، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تتلقى إمدادات النفط في المملكة العربية السعودية دفعة عام 2025 من بدء تشغيل مشروع غاز الجافورة التابع لشركة أرامكو السعودية، والذي من شأنه أن يزيد من إمدادات المملكة من الغاز الطبيعي السائل.

في يونيو حزيران، أتمت أرامكو اتفاقيات بقيمة 25 مليار دولار للمرحلة الثانية من تطوير حقل غاز الجافورة والمرحلة الثالثة من توسعة نظام الغاز الرئيسي، ومن المتوقع أن تؤدي تحديثات البنية التحتية هذه إلى زيادة سعة الشبكة بمقدار 3.15 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً.